عنوان الفتوى : لا ينبغي رفض الأهل للخاطب لأسباب غير وجيهة

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

ذهبت لخطبة فتاة أدرس أنا وهي سويًّا. طبعا هذه المرة الثانية، وأما الأولى، فكانت قبل سنة ونصف، وبيني وبين الفتاة مشاعر متبادلة، وقد بدأت العلاقة بحكم الزمالة في الجامعة، ثم ما لبثت أن أصبحت حُبًّا، لكنني استدركت الأمر، وقرعت باب أهلها. وقد كان حُبًّا عفيفا، لم ندنسه لا بمكالمات، أو صوتيات، أو لقاءات، وأكثر ما فيه عندما كنت أختلس ساعة محادثة كتابية كل عشرين يوما، أو كل شهر. وأعلم أن هذا حرام، إلا أن الشيطان كان يغالبني.
ثم إنني بعد الخطبة الأولى استشرتكم بأنهم قد احتجوا بأنها ما زالت تدرس، ونصحتموني بإيقاف التواصل، والعودة مرة أخرى، وها أنا لم يبق على تخرجي سوى عشرين يوما، وقد أرسلت والدتي قبل يومين، إلا أن الفتاة كلمتني، وقد قالت لم يتغير شيء، وقد بيتوا نية الرفض مرة أخرى؛ متعللين بأنني من غير مدينتهم. علما أن مدينتي لا تبعد عن مدينتهم أكثر من عشرين كيلو، وأنا أصلا مقيم في مدينتهم بحكم التهجير القسري الذي طال الشمال السوري.
وأنا لا أريد أن أكسر مشاعر الفتاة، وأن أتركها في منتصف الطريق، بعد كل ما بذلته، وأبذله، خصوصا أن هناك توافقا متبادلا.
فأريد من فضيلتكم خطوات عملية من أجل التعامل مع مثل هذا الموضوع. فقد أرقني التفكير فيه، وأضنتني المسيرة في ذلك.
وقد تمنيت لو أن أهلها سألوا عن سيرتي، أو سيرة والدي، أو أخلاقي، أو أخلاقهم، وإنما كان يغلق الموضوع بمجرد أنني من عمرها، أو من غير المدينة.
ربما خوفا من أن لا تسكن معهم في نفس المدينة، أو متعللين باختلاف العادات؛ رغم أنه لا يوجد هذا الاختلاف المعتبر.
سامحونا على الإطالة، وأفيدونا -جزاكم الله خيرا-.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن النكاح من أفضل ما يرشد إليه المتحابان، كما ثبتت بذلك السنة؛ ففي الحديث الذي رواه ابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لم ير للمتحابين مثل النكاح.

وقد أحسنت حين سعيت في هذا السبيل، ومجرد اختلاف المدينتين، أو اختلاف العادات والتقاليد، أو أنك في مثل عمرها، ليس مانعا شرعا من قبولك زوجا لابنتهم، فإن كان رفضهم قبولك خاطبا لهذه الأسباب، فما كان ينبغي لهم أن يفعلوا ذلك.

وعلى كل، فلا بأس بأن تستمر في محاولة إقناع أهلها، مستعينا بالله -عز وجل-، ثم بمن ترجو أن يقبلوا قوله، فإن تيسر ذلك؛ فالحمد لله. وإلا؛ فليذهب كل منكما في سبيله، فعسى الله تعالى أن يغني كلا منكما من فضله، فيرزقه الزوج الصالح.

ولا شك في أن الإنسان لا يدري أين الخير، ولذلك ينبغي أن يفوض أمره إلى الله، فهو القائل سبحانه: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.

ولا تلتفت إلى أية خواطر تشعرك باللوم، وأنك مقصر في حقها، حيث لم تتمكن من الزواج منها؛ فإنك قد اجتهدت، وبذلت قصارى جهدك.

والله أعلم.