عنوان الفتوى : أحكام من تخرج منه قطرات من بول أو مذي
أكرمكم الله.
أحيانا تنزل مني قطرة أو قطرات صغيرة جدا، بالكاد ترى، لا أعرف ما هي: هل بول أم مذي؟
المشكلة أنها عندما تنزل لا أشعر بها، وأحيانا أشعر بها، وفي الصلاة أشعر أحيانا بنزول شيء، وأحيانا لا أشعر، لكن غالبا ما يكون حجم القطرة صغيرا جدا، فربما أجده، فأعيد الصلاة، وربما يجف بسرعة، مما أشكل علي جدا.
ومسألة أخرى أنه ينزل من دون إحساس. فكيف أضمن أنه لم ينزل شيء في أثناء الصلاة.
وأيضا بعد الاحتلام يستمر نزول بعض القطرات الصغيرة جدا لوقت طويل. هل أؤخر الصلاة حتى يخرج الوقت. مع العلم أنها تتوقف في وقت صلاة أخرى. مثلا يستمر نزول قطرات صغيرة طول وقت الظهر حتى يخرج، أما عند وقت العصر فيتوقف. هذا المثال أحيانا.
وأحيانا يستمر طول اليوم، ولا أستطيع ضبط متى يتوقف؛ لأني لا أشعر به، وقد أكون في خارج المنزل، ويصعب علي التفتيش.
وعند الاستنجاء يدخل الماء إلى الذكر، فيعود ويخرج. فكيف أضمن أن هذا ليس تلك القطرات الصغيرة، التي يحتمل أن تكون بولا أو مذيا؟
وفي يوم الجمعة. هل أؤخر الصلاة إلى ما بعد صلاة الجمعة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فههنا أمور: أحدها أنه لا يجب عليك التفتيش ولا البحث، ولكن اعمل بالأصل، وهو أنه لم يخرج منك شيء حتى تتيقن خلافه. والثاني: أنك إذا تيقنت يقينا جازما تستطيع أن تحلف عليه، أنه قد خرج منك شيء قليلا كان أو كثيرا، فعليك أن تستنجي وتعيد الوضوء والصلاة، وعند المالكية تسهيل في هذا الأمر، فلا يوجبون الاستنجاء من هذا الخارج، إذا كثر خروجه. وانظر الفتوى: 75637.
والثالث: أنك إذا وجدت شيئا من ذلك، فشككت في خروجه قبل الصلاة أو بعدها. فاحكم بخروجه بعدها؛ لأن القاعدة أن الشيء إذا احتمل الحصول في أحد زمنين، أضيف إلى ثانيهما.
والرابع: أن الحدث متى ما كان مستمرا بحيث يغلب على ظنك أنه لا ينقطع في وقت الصلاة، فلا تجد زمنا يتسع لفعل الصلاة بطهارة صحيحة. فحكمك حكم صاحب السلس: فتتوضأ بعد دخول الوقت، وتصلي بوضوئك ما شئت من الفروض والنوافل حتى يخرج ذلك الوقت.
ولا تؤخر الصلاة حتى يخرج وقتها بسبب السلس: أي استمرار خروج الحدث. وانظر الفتوى: 136434.
والله أعلم.