عنوان الفتوى : مراجعة الطبيب النفسي لا تتعارض مع الإيمان بالقدر
منذ أيام قبل رمضان، تذكّرت أشياء حدثت لي في الماضي، وحزنت عليها بشكل غير عادي؛ حتى أصبحت لا أذوق طعم الحياة.
وتذكّرت أني منذ خمس سنوات تعرّضت لنفس هذه الحالة، فقمت بالرقية الشرعية، وتبين لي أني مسحور، وتكلّم الجني على لساني حينها، وخرج، وقد تعاقب عليّ أكثر من خمسة، ثم خرجوا، وتحسنت حالتي، وعدت لحياتي الطبيعة.
والآن بعد مرور ست سنوات، راودتني نفس الأعراض، وأتحسّر على أشياء مضى عليها قرابة 20 سنة، ورغم أني أجادل نفسي بأن ما أصاب الشخص لم يكن ليخطئه، وأن ديننا يقول: عش يومك فيومك، وأن ما مضى فات، ولكن دون جدوى.
أنا أعيش في ضيق لا يعلمه إلا الله، وقد واظبت على سماع الرقية الشرعية من الهاتف، وقد تبيّن لي أن هناك جنيًّا، أو بالأحرى ثلاثة -ذكروا أسماءهم-، وغاية وجودهم (يريدون أن أُجنّ)، وبعدها تحسّن حالي، وبعد انتهاء رمضان عادت تلك الأفكار السلبية من جديد، وعادت الرقية البارحة، ونطق وهو يبكي، ووعدني بالخروج، وأنا الآن أفضل قليلًا، ولست مرتاحًا تمامًا، ولكني أحسن قليلًا، وأطلب النصح، خاصة أن الأمر أرّقني جدًّا، فهل للجنيّ القدرة على جعلي أفكّر في أشياء، وأحزن، رغم أني تجاوزتها؟ وهل عليّ مراجعة طبيب نفسي رغم عدم قناعتي بذلك؛ فأنا أعمل ممرضًا، وقناعتي أن ما أصابني ما كان ليخطئني، وأن صبري على ما أصابني خير لي؟ أرجو منكم النصح، وشكرًا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنصيحتنا لك هي أن تستمرّ في رقية نفسك بالرقى النافعة بالفاتحة، وآية الكرسي، ونحو ذلك، وأن تكثر من الدعاء، وتتلو سورة البقرة؛ فإنها تطرد الشيطان من البيت.
ولك أن تراجع طبيبًا نفسيًّا؛ ففي ذلك امتثال لوصية النبي صلى الله عليه وسلم بالتداوي.
ولا يتعارض هذا مع الإيمان بالقدر، بل هو من جملة الأخذ بالأسباب التي شرع الله الأخذ بها.
نسأل الله لك العافية.
والله أعلم.