عنوان الفتوى : الدعاء بهداية بعض الكفار واشتراط أن يحقِّق اللهُ الدعاء لا أن يدّخره للآخرة

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أعرف أشخاصًا غير مسلمين، ومنهم ملحدون، وأنا أدعو لهم جميعًا بالهداية، خصوصًا في الصلاة، وقيام الليل، وبعد الأذان، رغم أنه لا مصلحة لي بهدايتهم، ومعرفتي بهم سطحية، وبعضهم لا يعرفونني أساسًا، فهل يمكن أن يكون دعائي سببًا في هدايتهم، رغم أن هذا يبدو مستحيلًا، خصوصًا لمن لا يعرفونني؟ وقد قال تعالى: "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين"، فهل يجوز أن أدعو الله أن يجعلهم من المهتدين، أم إن هذا اعتراضًا على قضاء الله وقدره؟
أنا أعلم أن هناك ثلاثة أوجه يستجاب فيها الدعاء، فهل يجوز أن أطلب من الله أن يحقّق لي ما سألت، وليس أن يدفع شرًّا عني، أو يؤجّل الدعاء للآخرة؟ وفي الحديث الشريف عندما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن أوجه استجابة الدعاء، قال الصحابة: إذن نكثر -يا رسول الله-، فقال: "الله أكثر"، فهل معنى هذا أنني عندما أستمر بالدعاء فإنه سيؤجل للآخرة مرة، وسيستجاب مرة، أم إن صورة استجابته ستبقى واحدة؟
أنا لست مستعجلة على استجابة الدعاء، وموقنة أنه سيستجاب، لكني أشعر بالسوء تجاه أولئك الأشخاص، ولا أريدهم أن يدخلوا النار؛ لأنهم جيدون. وشكرًا جزيلًا لكم.

مدة قراءة الإجابة : دقيقة واحدة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فشكر الله لك حرصك على هداية الخلق.

ولا حرج عليك في الدعاء لهم بأعيانهم، وليس في ذلك اعتراض على قدر الله تعالى؛ إذ هدايتهم ممكنة، وليس الدعاء بهدايتهم دعاء بمستحيل حتى يكون ممنوعًا، ولبيان ضابط الاعتداء في الدعاء المنهي عنه، انظري الفتوى: 416107.

وليس لك أن تشترطي على الله تعالى أن يجيبك على وجه معين من وجوه الإجابة؛ فالأمر له -سبحانه-، وهو يفعل ما تقتضيه حكمته، وإنما نحن ندعو، ونبذل وسعنا في الأخذ بالأسباب، ونفوّض جميع الأمور إليه -سبحانه-؛ إذ هو العالم بالمصالح، ومآلات الأمور، والله يعلم وأنتم لا تعلمون.

فادعي بما شئت، وأنت مثابة على دعائك، ونيتك الطيبة، ثم اتركي أمر ماهية الاستجابة لما تقتضيه حكمة الرب جل وعلا.

والله أعلم.