عنوان الفتوى : هل صح دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعدم البركة على اليوم الذي لا يزداد فيه علما؟
ما صحة حديث: ( إذا أتى علي يوم لا أزداد فيه علما يقربني إلى الله عز وجل فلا بورك لي في طلوع شمس ذلك اليوم)؟
الحمد لله.
هذا الخبر رواه إسحاق بن راهويه في "المسند" (2/ 553)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (6/ 367)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (1/ 259)، وغيرهم: عَنِ الحَكَمِ بن عبد اللَّهِ، عن الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا أَتَى عَلَيَّ يَوْمٌ لَا أَزْدَادُ فِيهِ عِلْمًا، فَلَا بُورِكَ فِي طُلُوعِ شَمْسِ ذَلِكَ الْيَوْمِ ).
وقال الطبراني عقبه: " لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا الحكم بن عبد الله الأيلي " انتهى.
والحكم هذا متهم بالكذب ووضع الأحاديث.
قال الذهبي رحمه الله تعالى:
" الحكم بن عبد الله بن سعد الايلى، أبو عبد الله، عن القاسم، والزهرى:
كان ابن المبارك شديد الحمل عليه.
وقال أحمد: أحاديثه كلها موضوعة.
وقال ابن معين: ليس بثقة.
وقال السعدي، وأبو حاتم: كذاب.
وقال النسائي والدارقطني وجماعة: متروك الحديث " انتهى. "ميزان الاعتدال" (1/ 572).
كما أن في متنه نكارة، لما فيه من الدعاء على النفس بعدم البركة في اليوم.
قال ابن عدي رحمه الله تعالى:
" وهذا الحديث لا يرويه عن الزّهريّ غير الحكم هذا، والحكم هذا هو الحكم بن عبد اللّه بن سعد الأيلي، وله عن الزّهريّ بهذا الإسناد أحاديث بواطيل، وهذا حدث به عن الحكم بقيّة وغيره.
وهذا حديث منكر المتن، وهو عن الزّهريّ منكر؛ لا يرويه عنه غير الحكم " انتهى. "الكامل في ضعفاء الرجال" (2/ 274).
وأورده ابن الجوزي في كتابه "الموضوعات" (1/ 233)، وقال:
" هذا حديث لا يصحّ عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم " انتهى.
فالحديث موضوع، لا يصح.
والله أعلم.
أسئلة متعلقة أخري | ||
---|---|---|
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي... |