عنوان الفتوى : معنى التغني بالقرآن

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ما معنى التغني بالقرآن؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

ج: جاء في السنة الصحيحة الحث على التغني بالقرآن، يعني تحسين الصوت به، وليس معناه أن يأتي به كالغناء، وإنما المعنى تحسين الصوت بالتلاوة، ومنه الحديث الصحيح: ما أذن الله لشيءٍ ما أذن لنبيٍّ حسن الصوت بالقرآن يجهر به[1]، وحديث: ليس منا مَن لم يتغنَّ بالقرآن[2] يجهر به، ومعناه ومعنى الحديث المتقدم: "ما أذن الله" أي: ما استمع الله، "كإذنه" أي: كاستماعه، وهذا استماع يليق بالله، لا يُشابه صفات خلقه، مثل سائر الصفات، يُقال في استماعه سبحانه وإذنه مثلما يُقال في بقية الصفات على الوجه اللائق بالله ، لا شبيه له في شيءٍ كما قال : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11].
والتغني: الجهر به مع تحسين الصوت والخشوع فيه حتى يُحرك القلوب؛ لأن المقصود تحريك القلوب بهذا القرآن حتى تخشع وتطمئن وتستفيد.
ومن هذا قصة أبي موسى الأشعري لما مرَّ عليه النبي ﷺ وهو يقرأ، فجعل يستمع له عليه الصلاة والسلام وقال: لقد أُوتي هذا مزمارًا من مزامير آل داود[3]، ولم يُنكر عليه النبي عليه الصلاة والسلام ذلك، فدلَّ على أن تحبير الصوت وتحسين الصوت والعناية بالقراءة أمر مطلوب؛ ليخشع القارئ والمستمع ويستفيد هذا وهذا[4].
--------------------
رواه البخاري في (التوحيد) برقم (6989) واللفظ له، ورواه مسلم في (صلاة المسافرين) برقم (1319). رواه البخاري في (التوحيد) برقم (6973). رواه البخاري في (فضائل القرآن) برقم (4660)، ومسلم (في صلاة المسافرين) برقم (1321)، والإمام أحمد في (باقي مسند الأنصار) برقم (21955) واللفظ له. من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته، المنشورة في رسالة: (الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح). (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 11/ 348).