عنوان الفتوى : المسلم أعز من أن ترضى نفسه بالإهانة والذل
عندي مدير مباشر في عملي يتعمد إهانتي ولا يصلي ولا يصوم ويتطاول على الله رغم أنه مسلم ولا أستطيع الرد عليه خوفا على شغلي، فهل أترك هذا العمل وأتوكل على الله، مع العلم بأن حالتي النفسية أصبحت سيئة منه؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه يفترض في كل من ولاه الله تعالى شيئاً من مسؤوليات المسلمين أن يكون على قدر المسؤولية التي وكلت إليه، ومن أهمها الالتزام بآداب الإسلام في التعامل وخاصة مع من ولي عليهم فيسوسهم بحكمة وأخلاق، فلا يسب ولا يشتم إن رأى من عماله ما يكره أحرى إن لم ير شيئاً، لما روى أنس قال: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين لا والله ما سبني سبة قط ولا قال لي أف، ولا قال لي لشيء فعلته لم فعلته ولا لشيء لم أفعله ألا فعلته. رواه أحمد.
وحري بكل مسوؤل أن يتحلى بهذه الأخلاق الرفيعة العالية فهذه الأخلاق هي التي تجذب قلوب الناس وتجمعهم، أما الغلظة والفظاظة والبذاءة فهي عوامل تنفير، كما قال سبحانه:فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [آل عمران:159].
ومن هنا نقول لهذا المدير: عليك أن تتقي الله تعالى في نفسك، ولتحسن معاملتك مع ربك ثم مع من وليت عليهم فإنك مسؤول عن كل ذلك، ونذكرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته. متفق عليه.
أما أنت أخي السائل فعليك بالصبر ما استطعت إلى ذلك سبيلا، ولتبذل كل ما في وسعك لإزالة كل سبب يؤدي لإهانتك من طرف هذا المدير، فإن رأيت أن ذلك لا يجدي فلا ننصحك بالبقاء معه، فنفس المسلم أعز من ترضى بالإهانة والذل، خصوصاً في مكان يعصى فيه الله على الوضع المذكور في السؤال، ولتعلم أن رزق الله تعالى واسع.
والله أعلم.