عنوان الفتوى : سب الّدِين وتكفير المسلم دون قصد
السؤال
أنا -ولله الحمد- شاب محافظ، وفي يوم كنت أتكلم مع صديقي في أمر عادي، وفجأة لعنتُ الدِّين، ولم أكن أقصد الكلام، ولا الإساءة؛ ودخلت في شك وحيرة، وسألت نفسي: هل فعلًا سببتُ الدِّين؟ وأنا لم أكن أسُبّ قبلها أو بعدها.
وفي مرة كنت أتكلم مع أخي عن الحلف في المزاح، فقلت له: يا أخي، أنت كافر، ولم أكن أقصد الكلمة، بل خرجت عفوًا، وإلا فكيف أكفِّر أخي!؟ فاستغرب من كلامي، فقلت له: واللهِ، إني لم أقصدها، ولم أرد قولها، ولعلها خرجت بسبب اختلاط الكلام، فهل أنا محاسب على ما قلته، أم إني أدخل في حديث: رفع عن أمتي الخطأ، والنسيان؟ وقد مر على حادثة السبّ أربعة شهور، ولم أكن أعلم الحكم، وأنا -ولله الحمد- شاب ملتزم جدًّا الآن.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كنت أطلقت ما أطلقته من العبارات في حال ذهول منك، وغياب لعقلك، بحيث لم تكن مدركًا لما تقول، فنرجو ألا مؤاخذة عليك، وقد قال الله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ {الأحزاب:5}.
وأما إن كان ذلك وقع منك تساهلًا، وعدم اكتراث، ودون تفكير في عواقب ومآلات الكلام، فعليك أن تتوب توبة نصوحًا؛ فإن سب دِين الإسلام كفر -والعياذ بالله- يوجب النطق بالشهادتين، والتوبة النصوح.
وكذا رمي مسلم بالكفر، فإنه كبيرة من كبائر الذنوب.
والله أعلم.