عنوان الفتوى : التدريس قبل أذان الجمعة جائز
هل يجوز شرح صلاة الجمعة قبل الأذان؟ هنا في بلجيكا أكثر الناس برابرة، كبير رابطة العلماء في المغرب الشمالي طنجة يقول لا تجوز خطبتان في الجمعة لقد أهان الإمام أمام الناس رغم أنه صلى معنا جمعتين اثنين بنفسه؟ نتساءل لماذا لم يمنعه في المرة الأولى والثانية؟ وجزاكم الله علينا خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن التدريس قبل أذان الجمعة جائز سواء ترجمت فيه الخطبة أو قدم فيه تدريس أمر آخر، ويدل لذلك ما رواه عاصم بن محمد عن أبيه قال: رأيت أبا هريرة رضي الله عنه يخرج يوم الجمعة فيقبض على رمانتي المنبر قائماً ويقول: حدثنا أبو القاسم رسول الله الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، فلا يزال يحدث حتى إذا سمع فتح باب المقصورة لخروج الإمام للصلاة جلس. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي . فهذا التعليم قبل الصلاة عمله أبو هريرة في عصر السلف الأول ولم ينكر عليه، فدل على أنه لا حرج فيه، ومحل هذا إذا كان الدرس أو الترجمة موحدين والناس جالسون في صفوفهم مستعدون للجمعة، أما إذا كانت هناك عدة حلقات للترجمة أو التدريس، فالظاهر كراهتها قبل الجمعة، لما في سنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الحلق يوم الجمعة قبل الصلاة، وقد علل الشوكاني النهي بأن التحليق يؤدي لتقطيع الصفوف. هذا وليعلم أن التناصح بين المسلمين مطلوب، ولكن ينبغي عليهم احترام بعضهم بعضاً وأن يكون بالحكمة، ولذا فإن الأولى أن ينصح كبير الرابطة الإمام على انفراد، ويتناقشان في الموضوع بهدوء حتى يتبين الحق والصواب. والله أعلم.