عنوان الفتوى : الوقف في قوله تعالى:"ذلك الكتاب لا ريب فيه.."
هل يعد وقف المراقبة, في قوله تعالى:"ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين". هل يعد وقفا لازما أم وقفا جائزا. فإن كان جائزا, فأيهما أولى: الوصل أم الوقف. وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالوقف في القرآن الكريم ليس منه لازم بالمعنى الفقهي، أي واجب على الصحيح، إلا ما أوهم معنى خلاف المراد ويترتب عليه انتقاص لله تعالى ونحو ذلك، فلا يجوز الوقف عليه إلا لضرورة تعليم أو انقطاع نفس ونحوها، وما يوجد من اصطلاحات الوقوف ومواضعها أمور اجتهادية وضعها علماء القرآن والقراءات، وهي مختلف فيها بينهم، ولذلك تجد مواضع الوقف متباينة من مصحف لآخر. أما بخصوص الآية المذكورة من سورة البقرة، فمن المصاحف ما وضع علامة الوقف الجائز فيه على نهاية كلمة (لا ريب فيه) ومنها ما وضع فيه علامة تعانق الوقف على الموضعين، وعلامة تعانق الوقف على الموضعين ثلاث نقاط بحيث إذا وقف القارئ على موضع لم يجز الوقوف على الموضع الآخر، وهذا اصطلاح وليس بواجب، وإن كنا نستحب (اصطلاحا) الوقوف عند (لاريب فيه) على سبيل الجواز، مع كون الوقف أولى. والله أعلم.