عنوان الفتوى : الشك في شخص معين بأنه يتتبع الأسرار
السؤال
ما الحل مع شاب يتبع فتاة إلكترونيًّا؟ لا أقصد الابتزاز، لكن أقصد تتبع الأخبار، والدخول للفيس الخاص بها، والرسائل، وغيرها، علمًا أن الفتاة لم تدخل معه في أية علاقة في الواقع، لكنه شخص موجود في الواقع، وكانت هناك محادثات عشوائية عن طريق صفحة إلكترونية فقط لأشهر، والاختلاط يُحدِث أخطاء، وتوقفت الفتاة، وما زال يتبعها، وليس لديَّ دليل على أنه هو؛ لأنه أصلًا يستعمل حسابات مجهولة، أو يستعمل طرقًا أنا لا أعرفها، لكن هناك أدلة بالنسبة لي، فقد كرر مرارًا كلامًا سريًّا على الماسنجر أقوله حرفيًّا مع زميلاتي، وغير ذلك من دخوله للحسابات الإلكترونية الخاصة بي، وغيرها من خصوصياتي.
لا أستطيع إخبار والدي؛ لأن الدليل عندي فقط، فأنا من قرأت كلامًا قلته في عدة مناسبات، وأنا قد محوت ذلك الفيس، وكل مرة يتكرر الأمر، وأنا متأكدة جدًّا، علمًا أنني رافضة لأية علاقة معه -حرامًا أو حلالًا-، فهل أتجاهله، وأتحفظ على أسراري فقط، وأتقن فن اللامبالاة؟ أم ما هو الحل؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما تقومين بنشره مما يمكن أن يطلع عليه الجميع، كما هو الحال في صفحة الفيسبوك، فلا حرج في أن يطلع عليه هذا الشاب، أو غيره، ولا نظنك تعنين مثل هذه المنشورات، وأنك تعنين ما يتضمن أسرارك؛ كالبريد، ونحو ذلك.
فإذا كان الأمر كذلك، فيمكنك البحث عما يمكن أن يحول دون الاختراق من برامج.
ولعلك إذا سألت أهل الاختصاص، وجدت عندهم بغيتك، فإن تيسر لك ذلك، فالحمد لله، وإن لم تجدي إليه سبيلًا، فاتخذي الاحتياطات بعدم كتابة ما لا تحبين اطلاع الآخرين عليه؛ حتى ييسر الله لك أن يكون بريدك وغيره في أمان.
وننبهك إلى عدم اتّهام شخص معين بتتبع أسرارك من غير بينة على ذلك؛ فالشرع قد نهى عن سوء الظن، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12}.
والأصل في المسلم السلامة حتى يتبين خلافها، قال البهوتي -الحنبلي- في الروض المربع: ويحرم سوء الظن بمسلم ظاهر العدالة. اهـ.
والله أعلم.