عنوان الفتوى : ذكر الدراهم في قصة يوسف عليه السلام

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هناك شخص ملحد، كتب آية من سورة يوسف، تقول: (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ)، ويقول من المعروف أن المصريين القدماء لم يستخدموا الدراهم، وإنما كانوا يستخدمون المقايضة، فآمل الرد على هذه الشبهة.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله.

أولًا:

ننبه الأخ السائل إلى نصيحة مهمة، وهي: عدم الدخول في معترك الشبهات والردود عليها، إلا بعد أن تتقوى معرفتك بأحكام الإسلام وشرائعه، ويتقوى إيمانك ويقينك، وليس هذا من باب الاستحباب، بل هو واجب في حقك، وفي حق كل من يدخل في معترك الشبهات والردود على أهل البدع والضلال والأديان المحرَّفة، وفي هذا الأمر عدة فوائد مهمة:

1- الحفاظ على دين الله وشريعته من المتحمسين الذين ليس عندهم زاد علمي، فترى الشبهة التي يطرحهما أعداء الدين غير التي يردون عليها، وترى – أحيانًا أخرى – الرد ضعيفًا يقوِّي الباطل ويُضعف الحق.

2- الحفاظ على المسلمين المتحمسين لتلك الردود من الانجراف وراء الشبهة وأهلها، فكثير من الداخلين في هذا المعترك يدخلون بزاد قليل، فتخطف الشبهةُ قلوبَهم، ولا يجد لها جوابًا عنده، فيحار، ويتشكك، كما أن كثرة النظر في الشبهات تُضعف القلب.

قال "ابن القيم" رحمه الله:

وقال لي شيخ الإسلام رضي الله عنه - وقد جعلت أورد عليه إيرادًا بعد إيرادٍ - "لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة، فيتشربها، فلا ينضح إلا بها، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها، ولا تستقر فيها، فيراها بصفائه ويدفعها بصلابته، وإلا فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليها، صار مقرا للشبهات" أو كما قال.

فما أعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك.

"مفتاح دار السعادة" (1/140) .

وانظر جواب السؤال رقم: (97726)، ففيه نصائح مهمة.

ثانيًا:

والرد على هذه الشبهة من جهات:

أولًا: كان الدرهم معروفًا في الجاهلية، وكان العرب يسمون كل عملة فضية درهمًا.

ثانيًا: ذكر بعض الباحثين أن العملات المعدنية كان يُتعامل بها ما بين القرن السادس عشر، والحادي عشر قبل الميلاد، ويوسف عليه السلام عاش في تلك الفترة أو قبلها بقليل.

ثالثًا: بيع يوسف عليه السلام لم يتم في مصر - التي يقول صاحب الشبهة إنها كانت تتعامل بالمقايضة فقط وقتها - وإنما بيعه تم ما بين فلسطين ومصر حيث التعامل بالقطع الفضية!

وانظر للأهمية: "براهين النبوة"، د. سامي عامري (380-406).

وراجع هذا الرابط كذلك، للدكتور "سامي عامري" وفقه الله، بعنوان: (هل أخطأ القرآن في ذكر "الدراهم" في سورة يوسف؟)، فقد ذكر مصادر الرد السابق.

وانظر أيضًا: (هل كان يوجد دراهم في وقت يوسف عليه السلام كما جاء بالقرآن؟).

وانظر في تاريخ التعامل بالدرهم في الجاهلية، "المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام" (14/ 186).

والله أعلم.