عنوان الفتوى : هل في القرآن آيات ترشد إلى طريقة معرفة جنس الجنين؟
قيل لي: إن في القرآن آيات فيها معطيات تدل على الحمل بأنثى أو ذكر، أنا أقرأ القرآن، ولكن لم أجد جوابا مناسبا لهذا القول، فآمل توضيح الأمر.
الحمد لله.
ليس في القرآن الكريم آيات يعلم بها الناس جنس الأجنة وهي في بطون أمهاتها.
والذي ينبغي للمسلم أن يتنبه إليه هو أن الله تعالى أنزل هذا القرآن هداية للناس ليخرجهم من الظلمات إلى النور، كما قال الله تعالى:
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنْ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنْ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) .
وما جاء في القرآن الكريم من بيان بعض سنن الله تعالى في كونه؛ فهي لإقامة الحجة على المعاندين : أن الله تعالى الذي خلق هذا الخلق والخبير بأسراره هو الذي أنزل هذا القرآن وهو وحده المستحق للعبادة.
فلم ينزل القرآن ليعلم الناس الصنائع والطب ونحو هذا، وما جاء من إشارات لبعض الحقائق العلمية مما يسمى اليوم بـ "الإعجاز العلمي" ، فهذه الأمور لا تستخرج من القرآن الكريم بحسب التشهي والهوى، بل يجب أن يكون ذلك وفق قواعد الاستنباط التي نبه عليها أهل العلم والذكر.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
" وتفسير الناس يدور على ثلاثة أصول:
1- تفسير على اللفظ ؛ وهو الذي ينحو إليه المتأخرون.
2- وتفسير على المعنى؛ وهو الذي يذكره السلف.
3- وتفسير على الإشارة والقياس؛ وهو الذي ينحو إليه كثير من الصوفية وغيرهم.
وهذا لا بأس به بأربعة شرائط:
1- أن لا يناقض معنى الآية.
2- وأن يكون معنى صحيحاً في نفسه.
3- وأن يكون في اللفظ إشعار به.
4- وأن يكون بينه وبين معنى الآية ارتباط وتلازم.
فإذا اجتمعت هذه الأمور الأربعة كان استنباطاً حسناً " انتهى من " التبيان في أيمان القرآن " (ص 124).
والله أعلم.
أسئلة متعلقة أخري | ||
---|---|---|
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي... |