عنوان الفتوى : حسن الخاتمة وسوء الخاتمة .
في الحديث الشريف يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب...الخ )يلتبس علينا المعنى المقصود من هذا الحديث وهل الإنسان اذا أحسن العمل طوال حياته ثم أساء في آخر حياته لم يشفع له عمله الصالح....نرجوا منكم التوضيح والبيان في شرح المقصود من الحديث ؟؟
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
فقد نص أهل العلم على أن هذا الحديث مسوق لبيان أن العبرة بالخاتمة التي يختم بها العمر ، فمن كانت خاتمته خيراً فهو من أهل الجنة ، ومن كانت خاتمته شراً، فهو من أهل النار ، ثم إن كانت تلك الخاتمة مكفرة خلّد في النار ، وإن كانت معصية فقط ولم يتب منها ، فهو تحت المشيئة ، إن شاء الله عذبه وإن شاء عفا عنه .
لهذا كان صالحو هذه الأمة يخافون خوفاً شديداً من سوء الخاتمة ، ويسألون الله تعالى التثبيت عند الموت ، ويقولون : إن من أمن الخواتيم هلك ، ثم إن هذه الخواتيم ميراث السوابق ، فكم من عامل يعمل في ظاهره بما يتناقض مع ما في باطنه ، وكم من عامل يعمل عمل الخير في الظاهر ومن وراء ذلك دسيسة سوء تكون سبباً لسوء خاتمته والعياذ بالله تعالى ، وكم من عامل يعمل عمل الشر في الظاهر ، وفيه خصلة خفية حميدة يتداركه الله بسببها برحمة منه وفضل - فيختم له بخير .
وبالجملة ، فإن الانقلاب من الشر إلى الخير كثير ولله الحمد ، وأما الانقلاب من الخير إلى الشر فقليل .
والله أعلم .