عنوان الفتوى : حكم استخدام جمجمة الرأس في الدراسة
ما حكم ادخال جمجمة الرأس في داخل البيت لغرض الدراسة في المجال الطبي هل تكون مانعة من دخول الملائكة أم لا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن جمجمة الرأس إما أن تكون من حيوان مذكى أو غير مذكى، أو من إنسان، أو من مادة عاجية أو نحو ذلك، فإن كانت من حيوان مذكى، فلا خلاف في جواز اتخاذها كوسيلة إيضاح في المجال الطبي وغيره، إذ لم يرد نص في النهي عن ذلك، وما دام الاحتفاظ بها في الثلاجات جائزا باعتبارها جزءا من اللحم، فلا يتصور أن تعريتها من اللحم تسبب النهي عن الاحتفاظ بها في البيوت، خصوصا إذا كان الهدف منها غرضا صحيحا كالتعلم والتعليم. وإن كانت من حيوان غير مذكى، فإنها يجري فيها الخلاف في الانتفاع بعظام الميتة، فقد ذهب بعض العلماء إلى أن عظام الميتة طاهرة، مع أن النجاسة يجوز الانتفاع بها في الكثير من المجالات، وخاصة لغرض حسن كالتعلم. وإن كانت الجمجمة من إنسان، فقد قال بطهارة الإنسان كثير من العلماء، لكن في اتخاذ رأسه لمثل هذه الأغراض انتهاكا لحرمته، وقد حرم الشرع انتهاك حرمته، فلم يجز أكله عند الكثير من أهل العلم لمن خشي الهلاك من الجوع، قال خليل: وللضرورة ما يسد غير آدمي وخمر. وقال: والنص عدم جواز أكله لمضطر وصحح أكله. وإذا كان أكل جزء منه لا يجوز ولو أدى إلى ذهاب النفس التي هي إحدى الضرورات الواجب حفظها، فأحرى أن لا يجوز انتهاك حرمته لأي غرض آخر، مع أن بعض الفقهاء المحدثين يقولون بجواز تشريح الآدمي لغرض تعلم الطب. وإن كانت الجمجمة من المواد البلاستيكية، فالظاهر -والله أعلم- أن لا حرمة في اتخاذها، إذ هي ليست من الصور ولا هي تمثال، فالتمثال المنهي عنه هو ما كان كامل الهيئة، أما إذا أزيل منه ما لا يعيش الحيوان دونه، فلا يعد تمثالا. وصفوة القول في ذلك: أن إدخال الجمجمة في البيت لغرض الدراسة إذا كانت من حيوان أو مواد عاجية جائز، إما اتفاقا، أو على الراجح. وإن كانت من إنسان، ففيها الخلاف المتقدم. وراجع الفتوى رقم: 11745. وأما عن كونها مانعة من دخول الملائكة، فالظاهر أنها ليست مانعة من ذلك، إذ ليست صورة. والله أعلم.