عنوان الفتوى : ما يكفره الحج المبرور وما لا يكفره
تعرضت لظلم شديد من شخص ما، ولقد تسبب هذا الظلم لي بجرح نفسي وأذى نفسي شديد، وما زلت أعاني من التعب والانكسار الشديد من هذا الظلم، و بالأخص أن هذا الشخص قد أوهم جميع من حوله بأنه على حق، وذلك بالكذب والخداع. ذهب هذا الشخص للحج، وأصبح يصلي ويتقرب من الله؛ رغم عدم اعترافه بالحقيقة عما فعله في حقي، وما زال مصرا على كذبه. وعلى الرغم من ذلك حياته تسير على ما يرام، وربنا مبارك له في حياته. أنا قلت حسبي الله ونعم الوكيل، يظهر الحق، ويرد لي حقي، وتركت أمره لله. سؤالي: هل شخص مثل هذا لما حج لبيت الله ربنا يغفر له كل ما تقدم وما تأخر من ذنوب؛ رغم أني ما زلت أعاني من آثار ظلمه لي، وأنا أعلم ومؤمن جدا بأن الله هو العدل، وله حكم كثيرة في مسار حياتنا، وهو يمهل الظالم ولا يهمله. فأرجو أن أعرف هل هكذا الله غفر له كل ذنوبه بمجرد أنه حج بيت الله؟ أم ماذا؟ أفيدوني؛ لأني تعبت من التفكير.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحج الذي تُغفر به الذنوب وتكفر به السيئات هو الحج المبرور، الذي لم يرفث صاحبه ولم يفسق. ومن جملة الفسق: الإصرار على المعصية وعدم التوبة، ومن شرط التوبة: أداء حقوق الله الفائتة كالزكاة وغيرها، فضلا عن قضاء حقوق العباد والاستحلال من مظالمهم، فهذا لا بد منه، وقد حُكي عليه الإجماع.
قال ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الفقهية الكبرى: الحج المبرور يكفر ما عدا تبعات الآدميين، كما حكى بعضهم الإجماع على هذا الاستثناء. اهـ.
بل إن جمهور العلماء على أن الحج لا يكفر الكبائر التي بين العبد وبين ربه إلا بالتوبة منها، وراجع في ذلك الفتاوى التالية: 191007، 119946، 224845، 34800.
والله أعلم.