عنوان الفتوى : الوالد ينتفع بعمل ولده الصالح
السلام عليكم ورحمة الله يقول صلى الله عليه وسلم{أنت ومالك لأبيك}، ونعلم أن الولد من كسب والده، وأن الولد الصالح ينفع والده حتى بعد الموت، إذن لماذا يجب أن يهدي الولد أجر الحج أو الصيام أو غيره لأبيه إذا علم أنه تلقائيا يؤجر على كل خير يفعله ولده، أفيدوني رعاكم الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فمن المعلوم أن الإنسان يُجزى يوم القيامة بعمله هو لا بعمل غيره قال تعالى: (يوم ينظر المرء ما قدمت يداه)[النبأ:40] وقال تعالى: (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى)[النجم:39]، قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية: (أي كما لا يُحملُ عليه وزر غيره كذلك لا يُحصِّل من الأجر إلا ما كسب هو لنفسه) ، ثم قال: (وأما الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، من ولد صالح يدعو له، أو صدقة جارية من بعده، أو علم ينتفع به "، فهذه الثلاث هي في الحقيقة من سعيه وكده وعمله كما جاء في الحديث: "إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وإن ولده من كسبه" . وثبت في الصحيح: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً" ا.هـ مع شيء من الاختصار. فتلخص مما سبق أن الوالد ينتفع بعمل ولده الصالح الذي دله عليه، وكذا لو دعا له أو تصدق عنه ونحو ذلك. وأما قول السائل: لماذا يجب أن يهدي الولد...إلخ فنحن لا نعلم أحداً من أهل العلم قال بهذا القول، أي بأنه يجب أن يهدي الولد أجر الحج أو الصيام. والله أعلم.