عنوان الفتوى : ينبغي على شاربي الكؤوس أن ينهى بعضهم بعضا
ما حكم من يصلي إلا الجمعة هل يعد كافراً وما رأي ابن تيمية في ذلك؟ وجزاكم الله ألف خير. ما حكم من ينصح الآخرين بترك ذنب وهو يعمله ويعرف أنه حرام ولكن لا يقدر على فراقه، هل يعتبر من الذين إذا خلوا إلى محارم الله انتهكوها؟ هل إطلاق البصر إلى ما حرم الله كبيرة من الكبائر؟ وجزاكم الله ألف خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن كان مقصود السائل أن هذا الشخص يصلي الصلوات الخمس ويترك الجمعة، فإنه قد سبق الكلام على ترك الجمعة في الفتوى رقم: 18105، والفتوى رقم: 31502. وإن كان يعني عكس ذلك، أي أنه لا يصلي إلا الجمعة فهذا تارك للصلاة، وقد تقدم بيان حكمه في الفتوى رقم: 17277، وفيها الجواب عن اختيار شيخ الإسلام في تارك الصلاة. وأما من ينهي الناس عن المنكر ولا ينتهي عنه، فقد أحسن من جهة قيامه بمهمة النهي عن المنكر، فقد صرح أهل العلم أن مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تسقط بعدم امتثال الأوامر واجتناب النواهي، لأن العبد مكلف بالعمل بالأوامر والدعوة إليها والبعد عن المناهي ونهي الناس عنها، وقد صرحوا كذلك بوجوب نهي العصاة عن المنكر ولو كان الناهي مشاركاً لهم في الحال، فقالوا يجب على الجالسين على مائدة الخمر أن ينهى كل واحد منهم صاحبه، وقالوا: يجب على الواقع في الفاحشة أن يأمر المرأة بالحجاب. ثم إن عليه أن يجاهد نفسه في العمل بما يدعو إليه والبعد عما ينهى عنه، تأسياً بنبي الله شعيب الذي قال لقومه: وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ [هود:88]. وعليه أن يستعين على ذلك بكثرة المطالعة في الترغيب والترهيب، ومجالسة أهل الخير وصحبتهم، وسماع القرآن والأشرطة النافعة، والارتباط بالمساجد ومجالس العلم، والبعد عن أجواء الرذيلة، وشحنه وقته وطاقاته ببرامج نافعة من حفظ القرآن والحديث وتعلم أحكام الدين، وما تيسر من العلوم المساعدة واللغات المهمة، والرياضة وخدمة المسلمين، وراجع للزيادة في الموضوع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 26549، 29331، 9329، وراجع في إطلاق النظر الفتوى رقم: 29324. والله أعلم.