عنوان الفتوى : كثير من المشكلات لها أسباب حسية واقعية لكن أصحابها يلجؤون لفرضية السحر
قبل عدة سنوات كانت بيننا خلافات في البيت، واستعنا بشيخ روحاني، وقال: إنكم مطعومون سحرًا، وقام بعلاجنا، وشعرنا بارتياح، وفي تلك الفترة عادت الخلافات في البيت، وكذلك ضياع بعض المبالغ المالية الضخمة، على الرغم من حفظها في مكان محصن. والبارحة بعد استلام والدتي راتبها الشهري، تفاجأت في اليوم التالي بنقص في راتبها بعد وضعه في الحقيبة، مع العلم أنه تم تحليف جميع أهل البيت على القرآن الكريم، وحلفوا على عدم أخذهم شيء من المال، وأنا في نفس الوقت أعاني من الأرق وعدم النوم ليلًا، وإن نمت من وقت مبكر، أستيقظ بعد منتصف الليل، ولا أستطيع النوم إلا بعد صلاة الفجر، وأنا مقبل على امتحانات دراسية، وليس لي مزاج للقراءة، وكلما أمسكت الكتاب أشعر بضيق، وعدم الرغبة في القراءة. أفتونا -يرحمكم الله-.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأما هذا المال المسروق، فليعلم أن الجن والشياطين لا تسلط لهم على أخذ المال من حرزه، ولتنظر الفتوى رقم: 79868.
وأما ما تعانون منه من خلافات، فقد تكون له أسباب محسوسة، فعليكم أن تسعوا في علاجها، بدلًا من الهروب منها باللجوء إلى فرضية السحر.
وكذا ما ذكرت مما يتعلق بأمر المذاكرة، قد يكون له سبب نفسي يحتاج منك إلى مجاهدة، واستفراغ للوسع للتغلب على تلك الحواجز النفسية الحائلة بينك وبين المذاكرة.
والحاصل أن كثيرًا من المشكلات تكون لها أسباب حسية واقعية، ويلجأ صاحبها للهروب من علاجها بافتراض أن ثم سحرًا، أو نحوه، والسحر حق بلا شك، ولكن غالب ما يدعى أنه كذلك، ليس من هذا القبيل.
وعلى كل حال؛ فإن في استعمال الرقى نفعًا، فارقوا أنفسكم بالأذكار والدعوات المأثورة، ففي ذلك خير كثير، والزموا قراءة سورة البقرة في البيت؛ فإنها طاردة للشيطان -بإذن الله-، ولا يقدر عليه السحرة -نسأل الله أن يصرف عنكم ما تجدون من السوء-.
والله أعلم.