عنوان الفتوى : هل يشرع الزواج لمن ليس لديه عمل؟
أنا شاب أبلغ من العمر 22 سنة، أعاني من مرض دوالي الخصية. قمت بإجراء عملية، وتحسنت حالتي الحمد الله، ولكني لاحظت زيادة في الدوالي بعد فترة، وأخاف أن تعود لي نفس المشكلة، وأصاب بالعقم؛ فقررت الزواج. وسؤالي هو: أنا من عائله ميسورة الحال، الحمد الله، لدي شقة وسيارة، ولكن ما زلت بدون عمل (متخرج منذ سنة واحدة) هل يشترط أن أجد عملا قبل أن أتزوج؟ دائما عندما أفتح موضوع الزواج مع العائلة يقولون: احصل عمل، ثم تزوج. ربي وعد أنه يكون في عون عبده إذا أراد العفة والستر، ووعد بالرزق في الزواج. لماذا كل هذا؟! هل فعلا يشترط العمل قبل الزواج؟ في حال وافق الأهل، ووجدت شريكة حياتي. هل أخبرها عن مرضي هذا؟ ومتى يكون ذلك في الخطبة؟ قبل بعد؟ متى تحديداً؟ وشكراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يشترط عليك أن تكون ذا كسب، ولكن يكفي أن يكون عندك من مؤن النكاح ما تؤدي به الحقوق الواجبة عليك للمرأة.
قال الدسوقي المالكي في حاشيته: من كان فقره لا يمنعه من الإنفاق وتوابعه، يشرع له الزواج كما قدمنا، وليس في زواجه ضرر بالمرأة؛ إذ ليس لها الحق في غير ما يجب لها، وهو موجود. اهـ.
وكما ذكرت فإن النكاح من أسباب الغنى كما وعد بذلك الرب تبارك وتعالى، فلا ينبغي لأهلك الوقوف في طريقك لمجرد أنك لا عمل لك، وتراجع الفتوى رقم: 7863.
وجمهور الفقهاء على أن العيوب التي يجب بيانها -عند الخطبة- والتي يثبت بها حق الفسخ، هي العيوب التي يتعذّر معها الوطء، أو كمال الاستمتاع، أو الأمراض المنفّرة، أو المعدية، كالبرص، والجذام، ونحو ذلك، وانظر التفصيل في الفتويين: 53843، 130511.
فإن لم يترتب على هذا المرض شيء من ذلك، فلا يجب عليك إخبارها.
نسأل الله تعالى لك العافية والسلامة من كل بلاء.
والله أعلم.