عنوان الفتوى : هل يصح وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأن كلتا يديه يمين؟
هل يصح وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأن كلتا يديه يمين؟ قرأت على صفحات النت ما يلي: "العرب تصف المخلوق بأنّ كلتا يديه يمين، إجلالًا وتعظيمًا، ولا يدلّ على أنّ الأخرى ليست يسارًا، وقد ذكر ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث: ص: 24 أنّ المرّار قال:وإنّ على الأمانة من عقيل ... فتىً كلتا اليدين له يمين.وذكر الثّعالبي في ثمار القلوب في المضاف والمنسوب ص: 291، أنّ من العرب من لقّب بذي اليمينين، وهو أبو الطّيب طاهر بن الحسين بن مصعب، كتب له أحد أصحابه:للأمير المهذّب ... المكنّى بطيّبذي اليمينين، طاهر ب ... نِ الحسين بن مصعب.ومن حيث كون النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبر عن نفسه أنه كان يرى من وراء ظهره، فبناء على ذلك، هل يصح وصفه صلى الله عليه وسلم بأن كلتا يديه يمين؟ وجزاكم الله خيرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد ثبت وصف الله تعالى بأن "كلتا يديه يمين" فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -كما في صحيح مسلم، وغيره-: إن المقسطين عند الله على منابر من نور، عن يمين الرحمن عز وجل، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا.
وراجع المزيد في الفتوى رقم: 127760.
ولا مانع من وصف النبي صلى الله عليه, وسلّم بذلك، إذا قصد بذلك وصفه بالكرم, والجود، كما هو معروف عند العرب من إطلاق هذه العبارة على الجواد الكريم, ففي مشكل الحديث وبيانه لابن فورك الأنصاري الأصبهاني: وَقَالَ بَعضهم: معنى: "كلتا يَدَيْهِ يَمِين": أَرَادَ وصف الرب تَعَالَى بغاية الْجُود، وَالْكَرم، وَالْإِحْسَان، وَالْفضل؛ وَذَلِكَ لِأَن الْعَرَب تَقول لمن هُوَ كَذَلِك: كلتا يَدَيْهِ يَمِين. انتهى.
وأما كونه صلى الله عليه وسلم يرى من وراء ظهره, فهذا صحيح؛ لما ثبت في صحيح البخاري, وغيره، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أقيموا صفوفكم، فإني أراكم من وراء ظهري.
ولم تظهر لنا العلاقة بين هذه المسألة وبين وصفه صلى الله عليه وسلم بأن كلتا يديه يمين. والله أعلم.