عنوان الفتوى : ضابط ما يباح أو يجب من الكذب
هل يجوز أن أتقدم بطلب للحصول على جواز سفر في بلادنا خصوصا أن الغلاف للجواز فيه نقص في البلاد وقال لي أحد الأشخاص إذا كنت تريد أن تتقدم للحصول عليه يجب أن تقدم تقريراً طبياً على أساس أنني مريض مع العلم أنني لست مريضاً هل هذا جائز؟ وشكراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فاعلم أن الكذب معصية ذميمة ولا يتصف به المؤمن. روى مالك في موطئه من حديث صفوان بن سليم : أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أيكون المؤمن جبانًا؟ قال: نعم. فقيل له: أيكون بخيلاً؟ فقال: نعم. فقيل له: أيكون المؤمن كذَّابًا؟ فقال: لا. ومع هذا فإن الكذب يباح في بعض الأحيان. قال ابن حجر الهيثمي في الزواجر عن اقتراف الكبائر: اعلم أن الكذب قد يباح وقد يجب، والضابط كما في الإحياء أن كل مقصود محمود يمكن التوصل إليه بالصدق والكذب جميعًا. فالكذب فيه حرام، وإن أمكن التوصل بالكذب وحده فمباح إن أبيح تحصيل ذلك المقصود، وواجب إن وجب تحصيل ذلك. (2/326). وبناء على ذلك، فإذا كان الجواز تدعو إليه الحاجة، ولم تجد له وسيلة غير تقديم تقرير طبي بأنك مريض، فلا حرج عليك في تقديم هذا التقرير. والله أعلم.