عنوان الفتوى : حكم من لا يدري في أمور الإسلام إلا قليلا
يوجد كثير من المسلمين خاصة في الدول التي كانت فيها الشيوعية، وهؤلاء كما ذكر عدد ممن زارهم لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه، وقد يصلي بعضهم الظهر خمس ركعات، أو لا يدري أن من بين فرائض الإسلام صوم أو حج، فما حكم هؤلاء؟ وكيف يحاسبون؟
ج: الواجب على أهل العلم والدعاة إلى الله سبحانه أن يعلموهم ويرشدوهم لقول الله : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل: 125] وقوله سبحانه: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا الآية [فصلت: 33] وقول النبي ﷺ: من دل على خير فله مثل أجر فاعله.
والواجب عليهم أن يتعلموا ويتفقهوا في الدين، وأن يسألوا أهل العلم كما قال الله سبحانه: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل: 43] وبذلك تحصل لهم البصيرة والفقه في الإسلام إن شاء الله، نسأل الله أن يفقههم في الدين، وأن ييسر لهم دعاة الهدى إنه جواد كريم.
أما لو ماتوا على حالهم لم تبلغهم الدعوة فهم كغيرهم من أهل الفترة أمرهم إلى الله سبحانه، وقد صحت الأحاديث عن رسول الله ﷺ فيمن لم تبلغهم الدعوة أنهم يمتحنون يوم القيامة، فمن نجح دخل الجنة، ومن لم ينجح دخل النار.
نسأل الله لنا ولهم ولجميع المسلمين التوفيق لما يرضيه، والسلامة من أسباب غضبه، إنه سميع قريب[1].
--------------------
ضمن أسئلة صحيفة المسلمون بإملاء سماحته في 25 / 1 / 1416 هـ. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 9/444).