عنوان الفتوى : يكره للمصلي حمل ما يشغله عن الصلاة والخشوع كالجوال وغيره
السلام عليكم .. وبعـــد ، كثرت فى الفترة الأخيرة ظاهرة استخدام الهاتف النقال لظروف العصر مما جعل كثير من مستخدمى هذا الجهاز لا يفارقونه حتى حال دخولهم المساجد ولا يغلقونه أثناء الصلاة فكثيرا ما نسمع رنينه ونحن نصلى وقد سبب ذلك هيجان البعض من هذه الظاهرة واتهام من يتسببون فيها بأوصاف غير لا ئقة سؤالنا ما حكم الشرع فى ادخال الجهاز النقال الى المساجد .. أفيدونا جزاكم الله خيرا ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن من نعم الله على عباده أن يسر لهم وسائل الاتصال من سيارات وبواخر وسفن وطائرات وهواتف هوائية وغير هوائية وصدق الله إذ يقول: ( والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون) [النحل:8] وهذه النعم تستحق الشكر، ومن تمام شكرها استخدامها في الخير والبعد بها عن الشر، ولا تكون هذه النعم سبباً للصد عن طاعة الله. وقد نص أهل العلم على أنه يكره للمصلي أن يحمل معه ما يشغله عن الخشوع ولئن كان المصلون يتأذون من هذه الأصوات المزعجة التي تصدرها هذه الهواتف فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بني آدم كما في صحيح مسلم. وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم قارئ القرآن أن يخفض صوته حتى لا يشوش على قارئ آخر أو مصل آخر. فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: اعتكف النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة وهو في قبة له فكشف الستور وقال: " ألا كلكم يناجي ربه فلا يؤذين بعضكم بعضاً ولا يرفعن بعضكم على بعض في القراءة في الصلاة" رواه الحاكم. فإذا كان هذا الحث على خفض الصوت لمن قرأ القرآن فما بالكم معاشر المسلمين بهذه المزعجات التي تذهب بالخشوع؟! ألا فليتق الله هؤلاء الذين يدخلون المساجد وهواتفهم مفتوحة تؤذي عباد الله. ومن أراد الدخول بها فليغلقها حتى لا تشوش على إخوانه والله ولي التوفيق وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. والله أعلم.