عنوان الفتوى : حكم إخبار المرأة أهلها بالأذى الذي تتعرض له من زوجها ليوافقوا على طلاقها
أنا امرأة عمري 28 عاما، ومتزوجة منذ 8 أعوام، ورزقني الله بابن عنده 7 أعوام، وابنة 3 أعوام. وأعاني كثيراً مع زوجي، حيث إنه ومنذ زواجي يعاملني بعنف شديد، وسادية، وقد اعتدت على ذلك، وتحملت نظراً لتمسكي بزواجي منه، في حين أن الأهل كانوا غير قابلين بزواجي منه، وقد وافقوا لتمسكي الشديد به. وبعد زواجنا بأسبوع جامعني من الدبر -أعزكم الله- بدون موافقتي، وقد اعتذر عن ذلك كثيراً حتى إنني اقتنعت وسامحته. وبعدها بأسبوع جامعني عنوة مرة أخرى من الدبر، وقد سبب لي جرحاً، وضربني لمقاومتي له، واستمر على ذلك حتى إنها أصبحت عادة عند الجماع، بالرغم من اعتراضي، ونصحى له أكثر من مرة، وللأسف الشديد لقد اعتدت على ذلك، مع العلم أيضاً أنه يتعاطى المخدرات، ولا يصلي، ولا يصوم رمضان، ويجبرني على الفطر في رمضان، حيث إنه يجامعني في نهار رمضان، وكنت أتحمل كل ذلك من أجل أولادي، والأهل لا يعلمون شيئاً سوى أنه يقوم بضربي فقط، وأنا الآن في منزل والدي منذ شهرين، ولا أريد أن أعود إلى زوجي نظراً لعدم قدرتي على تحمل المزيد، وأنا أصاب كثيراً بالاكتئاب بسبب معاملة زوجي لي، وقد وصف لي الطبيب بعض أدوية الاكتئاب لما بي من ألم نفسي شديد، وأنا الآن في حيرة من أمري، حيث إن الأهل يريدون مني أن أعود لبيت زوجي من أجل الأولاد، وأخشى أن أحكي لهم ما يفعل زوجي بي، حيث إنهم يعتقدون أنه يقوم بضربي فقط. فهل أخبر الأهل بما يفعله بي، وأطلب الطلاق أم ماذا أفعل؟ أفيدوني أفادكم الله.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الحال كما ذكرت، فلا ترجعي إلى زوجك مادام بهذه الحال، ويجوز لك أن تخبري أهلك بما يفعله زوجك، حتى تتخلصي منه بالطلاق، أو الخلع، فإن بقاءك معه على تلك الحال، فيه إضرار بدينك ودنياك. فقد اجتمعت أمور تبيح لك التطليق كالوطء في الدبر، والضرب بغير حق، وفوق ذلك أنّه لا يصلي ولا يصوم، ويتعاطى المخدرات، فمثل هذا فراقه متعين، ولو بالتنازل عن بعض الحقوق.
قال المرداوي: إذا ترك الزوج حق الله، فالمرأة في ذلك كالزوج، فتتخلص منه بالخلع ونحوه. اهـ.
والله أعلم.