الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن ألفية ابن مالك منظومة تتألف من ألف بيت من الرجز، تتعلق بأحكام النحو والصرف؛ ومؤلفها هو: أحد الأئمة الأعلام أبو عبد الله جمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك المولود في مدينة جَيَّانَ بالأندلس (إسبانيا الآن) سنة 600هـ، وانتقل إلى دمشق وتوفي بها سنة 672هـ. من مؤلفاته: الكافية الشافية، وهي منظومة من الرجز تتألف من ثلاثة آلاف بيت، كما نظم لامية الأفعال وتحفة المودود في المقصور والممدود. أما الألفية فهي منظومة اشتملت على جل المسائل النحوية، كما قال مؤلفها فيها: وأسـتعين الله فـــي ألفيــــة ===== مقاصــد النحــو بها محوية وأسلوبها سهل يستوعبه المتعلم دون كبير عناء مع الاختصار، حيث تجمع المعاني الكثيرة في الألفاظ القليلة، كما وصفها المؤلف بقوله: تقرب الأقصى بلفـظ موجــز ==== وتبسـط البــذل بوعــد مُنْجِز وقد أخبر المؤلف أنه أتى فيها بخلاصة ما ذكره في كتابه الشامل في النحو، وهو الكافية الشافية، حيث قال: أحصى من الكافية الخلاصة ==== كما اقتضى غنىً بلا خصاصة كما بين أنها جاءت بما يحتاجه القارئ لعلم النحو قائلاً: ومـا بجمعــه عنيتُ قد كمل ==== نظمًا على جل المهماتِ اشتمل وهذه المنظومة حظيت بالقبول الباهر لدى طلاب العلم، فأقبلوا عليها دراسة وتدريسًا وشرحًا، فقد كثرت الشروح لها بالإضافة إلى الحواشي العديدة. والله أعلم.