عنوان الفتوى : النظر في المرآة بين الإفراط والتفريط

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل المرآة نُهي عن النظر إليها بكثرة ؟ وما حكم الإكثار منها فى البيوت؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله.

أولا:

النظر في المرآة مباح ، بل قد يكون مستحبًا ؛ ليتجنب الإنسان ما يَشينه ويصلح ما ينبغي إصلاحه ، ولتتزين المرأة لزوجها .

قال ابن قدامة في "المغني" (1/ 128) :

" ويستحب أن يكتحل وترا ، ويدهن غبًا ، وينظر في المرآة ويتطيب . قال حنبل : رأيت أبا عبد الله وكانت له صينية فيها مرآة ومكحلة ومشط ، فإذا فرغ من حزبه نظر في المرآة واكتحل وامتشط " انتهى.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "شرح العمدة" كتاب الطهارة (ص: 232) :

" ويستحب أن ينظر في المرآة ليتجنب ما يشينه، ويصلح ما ينبغي إصلاحه " انتهى.

وجاء عن ابن عُمَرَ: " أنّه نَظَرَ في المِرْآةِ وهو مُحْرِمٌ ".

قال الشافعي : " أفاد الحديث أن نظر المحرم في المرآة لا مانع منه، وأنه لا ينافي الإحرام، وأنه ليس من الترفه المحظور على المحرم " انتهى من "مسند الشافعي" (1/ 314).

وقال ابن عثيمين في "الشرح الممتع" (3/ 274) : " قال العلماء : ينبغي للإنسان أن ينظر في المرآة " انتهى.

ومن كره النظر في المرآة كالإمام مالك وغيره ، إنما كرهها للمحرم فقط ، لئلا يدفعه ذلك إلى إصلاح شعثه .

قال القرافي في "الذخيرة" (3/ 346) : " وكره مالك النظر في المرآة للمحرم والمحرمة، لئلا تبعثه على إزالة الشعث" انتهى.

أما الدعاء الوارد حال النظر في المرآة فلا يثبت، ولكن إن قاله الإنسان بين الفينة والأخرى مع عدم اعتقاد أنه سنة ، وعدم نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فلا حرج .

وقد سبق بيان ذلك الدعاء والكلام عليه في جواب السؤال رقم : (239755 ).

ثانيا:

الاعتدال في النظر إلى المرآة مطلوب، فلا إفراط ولا تفريط.

قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - :

" مِن الناس مَن يُفْرِط في النَّظر إلى المرآة ويبالغ ويغلو، كلَّما أراد أن يخرج نَظَرَ في المرآة ، وأسرف في هذا، وهذا ليس بطيب؛ لأنه إسراف .

ومِن الناس مَن يُفرِّط فتمضي المدَّة ما نَظَرَ في المرآة أبداً !!

والاعتدال خير ... ولا سيما إذا وُجِدَ سببٌ تخشى أن يكون شيء قد تلوَّث منك ، إما الثوب ، أو طرف الوجه ، أو ما أشبه ذلك ، كما لو أصيب الإنسان برُعاف قد تكون قطرات مِن الدَّم في أعلى ثوبه لا يراها فيحتاج إلى النَّظرِ في المرآة " انتهى من "الشرح الممتع" (3/ 274).

واتخاذ المرآة في البيت من المباحات، ولا حرج من الإكثار منها ما لم يصل إلى حد السَّرف.

والله أعلم.