عنوان الفتوى : حكم المشاركة في رقصة الهاكا

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ظهر مقطع فيديو يقوم فيه العديد من الأولاد برقصة هاكا النيوزيلندية التقليدية، إنها ليست رقصة مصحوبة بالموسيقى، يدعي شعب نيوزيلندا أنّها رقصة حرب اعتاد أجدادهم القيام بها، ما أدهشني أنّه حتى المسلمين كانوا يشاركون في هذه الرقصة، لقد رأيت في قسم التعليقات في هذا الفيديو العديد من المسلمين يقولون: إنّها ثقافة نيوزيلندا، والإسلام لا يحرّم مثل هذه الثقافة، طالما أنها ليست شكل من أشكال الصلاة أو العبادة، فهل رقصة الهاكا هذه أو أيّ رقصة قبلية جائزة في الإسلام؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله.

أولا:

رقصة الهاكا

"الهاكا (بالماورية والإنجليزية: haka) هي صيحة قتالية، أو رقصة أو تحدٍّ تقليدي من تراث سكان نيوزيلندا الأصليين (الماوريين). تؤدى هذه الرقصة التي تعتمد على الأوضاع الجسدية بشكل جماعي، مع حركات عنيفة وضرب الأرض بالأقدام مصحوبة بصيحات متناغمة مع الحركة.

كان المقاتلون يؤدون الهاكا الحربية قبل المعارك، استعراضًا لقوتهم وشجاعتهم، من أجل إلقاء الرعب في قلوب الخصوم، كما استُخدمت الهاكا لأغراض أخرى من بينها: الترحيب بكبار الضيوف، والاحتفاء بالإنجازات العظيمة، وفي المناسبات أو الجنائز.

تستخدم العديد من الحركات والأوضاع في أداء الهاكا، من بينها تبديل ملامح الوجه (كالحملقة والتلمظ) والحركات العنيفة (كالضرب بالأيدي على الجسد وضرب الأرض بالأقدام بقوة)، إلى جانب الإنشاد، الذي تتخلله صيحات وأصوات مرعبة.

تبدو الهاكا كأنها سيمفونية تتناغم فيها الأيدي والأذرع والأرجل والأقدام والصوت والعينان واللسان والجسد للتعبير عن الشجاعة أو الانزعاج أو الفرحة أو غير ذلك من المشاعر المتعلقة بالمناسبة التي يُحتفل بها" انتهى من موسوعة ويكيبيديا

ثانيا:

لا ندري عن الكلمات التي تقال أثناء هذه الرقصة، ولا عمن يتوجهون بها إليه.

وقد جاء في المصدر السابق أن الهاكا أنواع، وأن منها ما كان يفعل استعانة بإله الحرب:

"من أنواع الهاكا كل من: "فاكاتو وايواي"، و"توتو نغاراهو" ، و"بيروبيرو" .

كانت البروبيرو قديمًا تؤدى قبيل المعارك، استحضارًا لعون إله الحرب وإرهابًا للخصم".

ثالثا:

حكم مشاركة المسلمين في رقصة الهاكا

لا يجوز للمسلمين المشاركة في هذه الرقصة لأمرين:

الأول: تحريم التشبه بالكفار في عاداتهم المختصة بهم، وهذه الرقصة منها. وقد قال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ) رواه أبو داود (4031)، وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود".

جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (1/235): "لا يجوز للمسلم القيام إعظاما لأي علم وطني أو سلام وطني، بل هو من البدع المنكرة التي لم تكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا في عهد خلفائه الراشدين رضي الله عنهم، وهي منافية لكمال التوحيد الواجب وإخلاص التعظيم لله وحده، وذريعة إلى الشرك، وفيها مشابهة للكفار وتقليد لهم في عاداتهم القبيحة ومجاراة لهم في غلوهم في رؤسائهم ومراسيمهم، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن مشابهتهم أو التشبه بهم" انتهى.

وجاء فيها (3/428): "وقد نهانا عن التشبه بالكفار، فلا يجوز لنا أن نتشبه بهم في عاداتهم وتقاليدهم" انتهى.

وقال الدكتور خالد السبت حفظه الله: "فما معنى محاكاة الكفار، والتشبه بهم؟

هو محاكاتهم في شيء من عقائدهم، أو عباداتهم، أو عاداتهم المختصة، أو غير ذلك من أنماط سلوكهم التي تكون من خصائصهم، والتي يتفردون بها دون غيرهم، والتي عرفوا بها، وصارت شعاراً عليهم" انتهى من موقعه

الثاني: أن هذه الرقصة قد يكون لها ارتباط وثني، أو تشتمل على كلمات يتوجه بها إلى غير الله.

وعلى كل حال؛ فالواجب على المسلم أن يعتز بدينه، وأن لا يغتر بما يفعله جهلة المسلمين؛ فإن كثيرا منهم يسارعون في التشبه بالكفار في أعيادهم أو لباسهم أو هيئاتهم وغير ذلك من عاداتهم.

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...