عنوان الفتوى : مصارحة الزوجة زوجها بماضيها السيء
هل تقبل لي توبة: كنت أشتغل في مقهى، وكنت أفعل الزنا كل يوم بمعرفة أمي، وكنت مجبرة على ذلك الأمر بسبب أمي وزوجها، ومنذ خمس سنوات توفيت هي وزوجها، فتركت ذلك العمل، وبدأت في التقرب من الله، والابتعاد عن المعاصي، وانتقلت للعيش في مدينة أخرى، وتقدم شاب للزواج بي، فلم أخبره بحقيقتي، وقد تزوجنا منذ سنتين، وعندي بنت، وأشعر أن ربنا غير راض عني بسبب ما كنت أعمله، وكل يوم أحلم أنني أحترق في جهنم، فهل أقول له الحقيقة أم لا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي منّ عليك بالتوبة، ونجاك من بيئة السوء، واعلمي أنّ التوبة الصحيحة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود له، مع الستر على النفس؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:... أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تَنْتَهُوا عَنْ حُدُودِ اللَّهِ، مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئًا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِي لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللَّهِ. رواه مالك في الموطأ.
قال ابن عبد البر -رحمه الله-: وفيه أيضا ما يدل على أن الستر واجب على المسلم في خاصة نفسه إذا أتى فاحشة.
فاستري على نفسك، ولا تفضحيها، ولا تخبري زوجك أو غيره بما وقعت فيه من الفواحش، واجتهدي في الأعمال الصالحة، وأبشري بقبول توبتك، وعفو الله ومغفرته.
والله أعلم.