عنوان الفتوى : ما يلزم من التوبة من اليمين الغموس
سرقت مالاً من أناس فشكَّوا فيّ ثم أتوني بمصحف وطلبوا مني أن أحلف أنني لم آخذ ذلك المال ففعلت والآن ندمت على فعلتي وأريد رأيكم عما يجب فعله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فيجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى وأن ترجع ما سرقت إلى أصحابه، ولا يشترط أن يعلموا بسرقتك له، فإن أخذ أموال الناس بغير حق يعتبر إثمًا عظيمًا وذنبًا جسيماً، ويجب على من فعل ذلك أن يتوب إلى الله توبة نصوحاً، ومن شروط التوبة: رد الحقوق إلى أهلها، وعليه فلابد أن ترد ما أخذته منهم ولو بطريقة غير مباشرة، وعليك أن تبذل في سبيل ذلك كل ما أتيح لك من وسائل، فابحث عن أصحاب هذه الأموال إن كانوا أحياء، فإن ماتوا فابحث عن ورثتهم الشرعيين، فإن تعذر عليك الوصول إليهم فتصدق بتلك الأموال في وجوه الخير، وإن كنت لا تعلم مقدار ما أخذت فاعمل بغلبة الظن مع الاحتياط، فإن كنت شاكًا هل أخذت ألفاً أم أخذت ألفاً ومائة؟ فاجعلها ألفاً ومائة احتياطاً. واعلم أن الحلف على المصحف مما يزيد اليمين تأكيدًا وتعظيمًا، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الحلف بالله كذبًا من الكبائر، وسمى هذه اليمين باليمين الغموس، وهي التي تغمس صاحبها في النار والعياذ بالله، أو تغمسه في الإثم، فسارع إلى التوبة والاستغفار، فمن تاب تاب الله عليه، وإن أخرجت مع التوبة كفارة يمين فهو أحوط. وراجع للأهمية الفتاوى التالية أرقامها: 29925، 21014، 30557. ولمعرفة كيف تتوب إلى الله راجع الفتاوى التالية أرقامها: 28748، 20888، 26411. والله أعلم.