عنوان الفتوى : حكم تعجيل بعض المساجد الصلاة وتأخير البعض لها

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمةالله وبركاته. أنا أقطن في مدينة ليست بالكبيرة نسبيا، ولكن الغريب بالنسبة لي أنه يوجد وقتان لصلاة الظهر وآذانان أيضا، ما حكم الدين في ذلك؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإنه لا حرج في تعدد المساجد في المدينة، وإذا تعددت المساجد فلا حرج في تعجيل بعض المساجد الصلاة وتأخير البعض لها، ما دام ذلك في حدود الوقت الاختياري، فصلاة الظهر صلاها جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الأول حين زالت الشمس، ثم جاءه من الغد فصلى به حين صار ظل كل شيء مثله، ثم قال: الوقت ما بين هذين الوقتين، والحديث موجود بطوله في المستدرك وسنن النسائي وأبو داود والترمذي وصححه الأرنؤوط والألباني. وفي صحيح مسلم عن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه سائل يسأله عن مواقيت الصلاة فلم يرد عليه شيئا، قال: فأقام الفجر حين انشق الفجر، فالناس لا يكاد يعرف بعضهم بعضا، ثم أمره فأقام الظهر حين زالت الشمس... وفي اليوم الثاني قال: ثم أخر الظهر حتى كان قريبا من وقت العصر...ثم قال: الوقت بين هذين. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يؤخر صلاة الظهر حين يشتد الحر، وكان يأمر بذلك. ففي حديث أنس: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتد البرد بكر بالصلاة، وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة. رواه البخاري وفي الصحيحين من حديث أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن شدة الحر من فيح جهنم، فإذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة. وذكر ابن حجر في فتح الباري خلاف العلماء في غاية الإبراد، فقيل: حتى يصير الظل ذراعا بعد الزوال، وقيل: ربع القامة. فإذا تقرر أن في الأمر سعة، فعلى المسلم أن يحسن الظن بأهل المساجد، وأن يحرص على الصلاة معهم وعلى وحدة صفهم، وألا يثير فيهم خلافا بسبب المسائل التي يحتملها الدليل. والله أعلم.