عنوان الفتوى : واجب من كانت تفعل العادة السرية في رمضان
كنت أقوم بالعادة السرية، ولكن والله لا أعلم أنها تفطر، ولا أغتسل، ولكن لما أفعلها أتخيل أشياء جنسية، فأتوب لله، ولكن أقسم بالله العلي العظيم أني لم أكن أعلم أنها تفطر، حتى إنني لا أعرف أن العادة هي التي كنت فيها أدخل أصبعي، ولو قرأت عنها لا أعرف أنها هي نفسها إدخال الأصبع، وتبت، ولي 5 أشهر لا أفعلها، وكنت في شهر رمضان الماضي موسوسة في القرآن ونحوه، وأتذكر أني سألت أختي عنها، ولكن خفت أني فعلتها وأنا لا أعلم وقتها، كنت أعلم بتحريمها والله، الراجح في رمضان أني لم أفعلها، وعلمت -و الله أعلم - في شهر 11 . فهل علي شيء؟ وبدأت أقضي صلواتي؟ وكنت سابقا لا أركز على غسل ما وراء الأذن، لكن كنت أغسل بالسطل على جميع البدن من الرأس أبدأ. فهل علي شيء؟ جزاكم الله خيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن العادة السرية محرمة, ولها أضرار كبيرة وخطيرة, وقد ذكرنا طرفا من ذلك في الفتوى رقم: 7170.
ثم إن العادة السرية تفسد الصيام, وتوجب الاغتسال من الجنابة إذا حصل معها إنزال: وهوخروج المني، كما سبق تفصيله في الفتوى رقم: 137897.
وإذا كان ما تفعله السائلة هو مجرد إدخال الأصبع في الفرج من غير حصول إنزال, جهلا بالحكم الشرعي, فهذا لا يبطل الصيام, لكنه أمر محرم, وراجعي الفتوى رقم: 142961, والفتوى رقم: 309292.
أما إذا حصل الإنزال بسبب العادة السرية, فقد وجب عليك الاغتسال من الجنابة, ويجب عليك ـ على مذهب الجمهور ـ قضاء الصلوات التي صليتها من غير اغتسال, وإذا لم تضبطي عدد الصلوات الباطلة, فواصلي القضاء حتى يغلب على ظنك براءة الذمة, وقد ذكرنا كيفية قضاء الفوائت الكثيرة, وذلك في الفتوى رقم: 61320.
أما على مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية, ومن وافقه من أهل العلم, فلا قضاء عليك, كما سبق في الفتوى رقم: 166105.
أما بالنسبة للصيام, فإذا كنت تجهلين أن العادة السرية تبطل الصيام (كما ذكرت ), فإن صيامك صحيح, ولا قضاء عليك, كما ذكرنا في الفتوى رقم: 219781.
وبخصوص ما تشكين فيه من عدم غسل ما وراء الأذن أثناء الاغتسال, فهذا الشك لا أثر له, ولا يبطل الاغتسال؛ لأن الشك بعد الفراغ من العبادة لا يلتفت إليه, كما سبق في الفتوى رقم: 104391.
وينبغي لك أن تحذري من الاسترسال مع الوساوس، والتفكير فيها؛ فإن الاسترسال في ذلك يفضي إلى تمكنها واستعصاء الخلاص منها، فيحصل من جراء ذلك شر عظيم.
والله أعلم.