عنوان الفتوى : من بلاغة القرآن تنوع الأساليب لتجنب التكرار
ما الفرق بين: إن أنا إلا نذير مبين، وما هذا إلا بشر مثلكم ـ وكذلك: إن هذا إلا سحر مبين، وما هذا إلا سحر مبين؟ فنحن نعلم أن إنْ تقوم مقام ما، لكن لابد من أنها تختص بشيء أو معنى آخر لجمعه بينهما في سورة سبأ، وكذلك في قوله: إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كلتا الكلمتين تأتي لنفي الحال، قال ابن الشجري في الأمالي الشجرية، والشيخ عبد القادر بن عمر البغدادي في خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب: وغير سيبويه أعمل إن على تشبيهها بليس، كما استحسن بعض العرب ذلك في ما، واحتج بأنه لا فرق بين إن وما في المعنى، إذ هما لنفي ما في الحال، وتقع بعدهما جملة الابتداء، كما تقع بعد ليس. اهـ.
وربما يكون ترك تكرار ما في بعض الآيات والعدول عنها لإن تجنبا للتكرار وتنويعا للأسلوب، وقد تتبع الشيخ فاضل السامرائي المخالفة بين الأداتين في الاستعمال القرآني فوجد أن النفي بـ: إن ـ آكد من: ما ـ وأنه يدل على ذلك اقترانها الكثير بإلا، نحو قوله تعالى: إن أنتم إلا بشر مثلنا {إبراهيم: 10} وقوله تعالى: وإن من شيء إلا يسبح بحمده {الإسراء: 44}.
والله أعلم.