عنوان الفتوى : الوقف في قوله: (أمشاج نبتليه) .

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

قرأ أحدهم قول الله تعالى: ( إنا خلقناه من نطفةٍ امشاجٍ نبتليه ...)، لكنه توقف عند أمشاج، وقرأ كلمة أمشاج مرةً اخرى مكملا الآية بعدها، فاعترض عليه أحدهم، وقال : إنه قال جملة ليس لها معنى، وهذا خطأ، ولا يجب عليه فعل ذلك، فما قولكم في ذلك؟ وهل كانت تلاوته صحيحة أم إنه لا يصح فعل ذلك ؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله.

أولًا :

علم "الوقف والابتداء" من العلوم المهمة ، والتي اعتنى السلف بتعلمها وتعليمها ، قال ابن الأنباري : " من تمام معرفة القرآن معرفة الوقف والابتداء ؛ إذ لا يتأتى لأحد معرفة معاني القرآن إلَّا بمعرفة الفواصل ، فهذا أدل دليل على وجوب تعلمه وتعليمه " انتهى من "منار الهدى" (1/ 13).

وقد ذكرنا طرفًا من فضله في جواب السؤال رقم : (159072) .

ثانيًا :

من أنوع الوقف "الوقف الاضطراري" ، وهو : "إذا اضطر القارئ ووقف على ما لا ينبغي الوقف عليه حال الاختيار - فليبتدئ بالكلمة الموقوف عليها إن كان ذلك لا يغير المعنى ، فإن غيَّر فليبتدئ بما قبلها ؛ ليصح المعنى المراد ، فإن كان وقف على مضاف فليأت بالمضاف إليه ، أو وقف على المفسَّر فليأت بالمفسِّر ، أو على الأمر فليأت بجوابه، أو على المترجَم فليأت بالمترجِم "، انتهى من "منار الهدى" (1/ 37).

ثالثًا :

اختلف العلماء في الوقف في قوله تعالى :   إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا  الإنسان/2 .

1- فذهب بعض العلماء إلى أن الوقف على قوله : ( أَمْشَاجٍ ) حسن .

2- وذهب بعضهم إلى أن الوقف على ( نبتليه ) ، وأن الوقف على ( أمشاج ) غير تام .

3- وذهب آخرون إلى الوقف على آخر الآية .

"إيضاح الوقف والابتداء" (2/ 959)، "منار الهدى" (2/ 381).

فما فعله صاحبك من الوقف على "أمشاج" صحيح على قول كثير من العلماء ، أما ابتداؤه بها فغلط ، بل كان الأولى أن يبتدأ قبل ذلك ، كالابتداء من ( من نطفة أمشاج ) ، لأن "الأمشاج" صفة للنطفة .

"ووقع الجمع صفة لمفرد ، أي لنطفة ؛ لأنه في معنى الجمع . أو جعل كل جزء من النطفة نطفة ، فاعتبر ذلك ، فوصف بالجمع"، "إعراب القرآن وبيانه" (10/ 311).

والله أعلم .