عنوان الفتوى : حكم العمل في ترجمة منصات تداول الفوركس وعقود الفروقات
لو سمحتم أنا أعمل في مجال الترجمة، وتترجم الشركة التي أعمل بها الكثير من المشروعات، ونراعي ألا نترجم شيئًا مخالفًا أو مُحرمًا، وفي هذه الأثناء تأتي لنا مشروعات خاصة بمنصات التداول عبر الإنترنت مثل: منصة أولمب تريد، ومنصة ساكسو بنك، وهي تتعامل في أكثر من أمر مثل: "تداول الخيارات - الفوركس - العملات الإلكترونية...." . فهل العمل على ترجمة مثل هذه المشروعات والمساعدة في ترويجها يدخل في دائرة الحرمة إذا كانت هذه الأمور مُحرمة؟
الحمد لله.
لا يجوز ترجمة المواقع والمنصات القائمة على الاستثمار المحرم، كبيوع الخيارات والمستقبليات (الفروقات)، والاتجار بالهامش (الفوركس)، والأسهم المحرمة، ومواقع الاتجار بالعملات التي لا يحصل فيها التقابض الشرعي؛ لما في ذلك من الإعانة على المحرم، وقد قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ المائدة/2
وروى مسلم (1598) عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "آكِلَ الرِّبَا، وَمُؤْكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ"، وَقَالَ: هُمْ سَوَاءٌ .
قال النووي رحمه الله: " هذا تصريح بتحريم كتابة المبايعة بين المترابيين، والشهادة عليهما، وفيه تحريم الإعانة على الباطل" انتهى من "شرح مسلم" (11/ 26).
وقد سبق الكلام على تحريم هذه المعاملات، وعلى منع التعامل مع مواقع وشركات تقوم عليها، وينظر: جواب السؤال رقم : (106094)، ورقم : (315959)، ورقم : (310956)، ورقم: (269079) .
ومنصة أولمب تريد، تقوم على الفوركس المحرم، فلا يجوز ترجمة هذه المنصة، وكذا منصة ساكسو بنك، فإنها تجمع إلى الفوركس المحرم: التعامل بعقود الفروقات، والعقود الآجلة، والأسهم بأنواعها.
فالحذر الحذر من ترجمة ما ينشر الفساد والحرام بين الناس، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرًا منه.
والله أعلم.