عنوان الفتوى : حكم دخول الجامعة والالتحاق بوظيفة بشهادة تم الغش في بعض موادها
أنا طالب في الثانوية العامة أدرس في مدرسة خاصة، وأظن أن الجميع يعلم نظامها، فمعظم الدرجات تشترى بالمال، ويوجد عندنا مدرسون يخبروننا بالاختبار، وتوجد عندنا مذكرات يكتبها الأساتذة ونحلها كتدريبات، ودائما ما تأتي الاختبارات منها، فالطلاب يحفظونها ويدخلون الاختبار، وبالنسبة للغياب: فإنهم أيضا يسامحون في الدرجات، ويوجد الغش بين الطلاب، ويوجد في السعودية ما يعرف باختبار القدرات ويوجد تعهد بعدم نقل الأسئلة منه للخارج، لكن الناس ينقلونها وينشرونها في ملفات للطلاب الآخرين، وعندما علمت أن هذا حرام توقفت عند الفرصة الثالثة، ولم أسجل للرابعة والخامسة، مع العلم أنني أحرزت 99 في الاختبار الأخير كان مرصوصا كله من التجميعات، والاختبار الثاني 95 لا أظن أنه كانت فيه تجميعات، والاختبار الأول 94 وكان فيه من: 3ـ5 أسئلة، لذلك أشعر أنني أخدع نفسي بتوقفي بعد الفرصة الثالثة، لأنها عالية، فهل إذا تقدمت للجامعة تكون شهاداتي باطلة، وعندما أعمل أكون آكلا للمال الحرام؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا تبت مما سلف منك في حصولك على الشهادة الثانوية من غش أو نحوه، فلا حرج عليك ـ إن شاء الله ـ في مواصلة الدراسة الجامعية بالشهادة التي نلتها، وقد سئل ابن عثيمين: تخرجت من الثانوية، ولكنني قد غشيت في بعض المواد الإنجليزية وأنا الآن على مشارف الجامعة، ماذا يلزمني في ذلك؟ هل يلزم التوبة في مثل هذه الحالة؟ فأجاب: يلزم عليك التوبة إلى الله عز وجل، وألا تعود لمثل هذا، وذلك لأن الغش في الامتحان في أي مادة يعتبر غشا كما هو لفظه، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: من غش فليس منا ـ فعليك أن تتوب إلى الله، وادخل الجامعة الآن مع التوبة واستمر في مجانبة الغش، وإذا قدر لك شهادة جامعية بدون غش، فإن الله سبحانه وتعالى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات. اهـ.
وكذلك لا يحرم عليك ما تناله من عملك بعد التخرج من الجامعة، وقد سئل ابن باز: رجل يعمل بشهادة علمية وقد غش في امتحانات هذه الشهادة وهو الآن يحسن هذا العمل بشهادة مرؤسيه، فما حكم راتبه؟ هل هو حلال أم حرام؟ فأجاب: لا حرج ـ إن شاء الله ـ عليه التوبة إلى الله مما جرى من الغش، وهو إذا كان قائما بالعمل كما ينبغي، فلا حرج عليه من جهة كسبه، لكنه أخطأ في الغش السابق وعليه التوبة إلى الله من ذلك. اهـ.
والله أعلم.