عنوان الفتوى : قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً
السلام عليكم فقد كنت فيما مضى أمشي في طريق الضلال ولكن وبحمد الله تعالى قد تبت إلى الله توبة صادقه إن شاء الله، ولكن كانت أموري في السابق وخاصة المادية جيدة ولكن منذ أعلنت توبتي أمام الله سبحانه ضاقت أموري كثيراً، أرجو النصيحه مع أنني مصمم على التوبه إن شاء الله تعالى وأدعو الله دائما أن يفرج همي وجزاكم الله كل الخير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا بد أن نهنئك على توبتك ونسأل الله تعالى أن يثبتك على الحق مع التنبيه إلى أن ما كنت فيه من سعة الرزق مع عصيانك لله تعالى إنما هو من الاستدراج، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج، ثم تلا رسول الله فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسوُنَ. رواه أحمد من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه، فما تجده من ضيق في الحال بعد التوبة لعله ابتلاء لك.. هل أنت صادق في توبتك أم لا؟ وقد يكون مشتملا على خير لك، فوجود الغنى قد يكون سببا للطغيان والتكبر، قال الله تعالى: وَلَوْ بَسَطَ اللّهُ الرِّزْقَ لعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأرْضِ فوجود ما يكفي الإنسان مع قناعته بما آتاه الله تعالى نعمة عظيمة من الله تعالى، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقَنَّعَهُ الله تعالى بما آتاه. رواه مسلم وغيره. فتراجع الإنسان عن التمسك بدين الله تعالى بسبب عسر حاله من فقر وغيره من صفات المنافقين، فقد ذكر ابن كثير في تفسيره ما يلي: قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ هو المنافق إن صلحت له دنياه أقام على العبادة، وإن فسدت عليه دنياه وتغيرت انقلب فلا يقيم على العبادة إلا لما صلح من دنياه، فإن أصابته فتنة أو شدة أو ضيق أو اختبار ترك دينه ورجع إلى الكفر. انتهى. فعليك بتقوى الله تعالى والإكثار من الاستغفار، قال تعالى حكاية عن نوح عليه الصلاة والسلام: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ [نوح:10-11]. والله أعلم.