الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن النبي صلى الله عليه وسلم ولد بمكة ورضع في بني سعد، فنشأ بالبادية فتعلم الفصاحة والحيوية والجد والنشاط، وعاش بمكة تحت كفالة جده وعمه، مطهر الأخلاق معروفاً بالأمانة والصدق والحكمة، والبعد عن اللغو واللهو والباطل والشرك. قال صلى الله عليه وسلم: لما نشأت بُغِّضت إلي الأوثان وبُغِّض إلي الشعر، ولم أهم بشيء مما كانت الجاهلية تفعله إلا مرتين كل ذلك يحول الله بيني وبين ما أريد، حتى ما هممت بسوء بعدهما حتى أكرمني الله برسالته رواه الحاكم، وصححه ووافقه الذهبي. وكان يشارك في الأمور المهمة، فقد حضر حلف الفضول الذي عقدته قريش لإعانة المظلومين، وشارك في بناء الكعبة مع قريش، وقد وقى الله المشركين بسببه من حرب كادت تقع بينهم بسبب خلافهم في من يضع الحجر الأسود في مكانه، فحكم بينهم بالاشتراك في حمله. وقد تزوج سيدة قريش خديجة بنت خويلد في السادسة والشعرين من عمره، وكان يكدح ويكتسب، فقد رعى الغنم فترة شبابه الأولى، ثم اشتغل بالتجارة بعد ذلك. ولما قارب الأربعين حُبِّب إليه التعبد، فكان يخلو بغار حراء يتعبد فيه، كما في حديث عائشة في الصحيحين، حتى جاءه جبريل بالوحي على رأس أربعين سنة من عمره، وللتوسع في الموضوع راجع كتب السيرة، فهذا الموضوع يمكن أن تؤلف فيه مجلدات. والله أعلم.