عنوان الفتوى : الشهيد لا يسأل في قبره
هل يأتي منكر ونكير للشهيد في القبر على نفس الصورة التي يأتيان بها للمسلم أو للكافر أفيدوني؟ بارك الله فيكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فاعلم أنما جعل السؤال في القبر لامتحان المؤمن الصادق في إيمانه من المنافق، ولا حاجة إلى سؤال الشهيد لامتحانه لأن شهادته أدل دليل على صدقه، وإلى هذا يشير جواب الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سئل: ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهداء؟ قال: كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة. رواه النسائي وسنده صحيح. وجاء في جامع الترمذي من حديث المقدام بن معد يكرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة ويرى مقعده في الجنة ويجار من عذاب القبر... وروى الترمذي أيضاً، من حديث فضالة بن عبيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كل ميت يختم على عمله إلا المرابط، فإنه لينمى له عمله ويأمن فتنة القبر. وفي مسلم: رباط يوم في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمل وأمن الفتّان. وفي رواية أبي داود: اومن من فتاني القبر. قال في شرح الترمذي: وقي فتنة القبر-أي مما يفتن المقبور به من ضغطة القبر والسؤال والتعذيب. وفي شرح أبي داود قال العلقمي: يحتمل أن يكون المراد أن الملكين لا يجيئان إليه ولا يختبرانه بل يكفي موته مرابطاً في سبيل الله شاهداً على صحة إيمانه، ويحتمل أنهما يجيئان إليه لكن لا يضرانه ولا يحصل بسبب مجيئهما فتنة. انتهى. فإذا كان المرابط -وهو أقل مرتبة من الشهيد- لا يسأل فالشهيد أولى، وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية هل يسأل الشيهد، فأجابه بقوله: لا، كما صرح به جماعة... انتهى. وجاء في رد المحتار: مطلب: المرابط لا يسأل في القبر كالشهيد. وجاء في شرح النيل تعليقاً على حديث: كل ميت يختم على عمله إلا المرابط، قال: والحديث دليل على أن الشهيد لا يسأل في قبره. انتهى. والله أعلم.