عنوان الفتوى : سترت عليك في الدنيا، فأنا أغفرها لك اليوم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.... أما بعد: فلدي سؤال أبحث عن الإجابة عليه لديكم وهو أنني وقعت في شراك العادة السرية، والخطير في الموضوع والذي أنا نادم عليه جداً وخائف منه يوم الحساب والذي أخشى أن يفضحني الله عليه في ذاك اليوم هو أنني أثناء ممارستي لهذه العادة أتخيل بعض الفتيات اللاتي أعرفهن وكأنني أداعبهن وأزني معهن، ولكنني توقفت عن ذلك الآن لكي لا يفضحني الله يوم القيامة بفعلي السيء هذا، فهل يا ترى سيسترني الله يوم القيامة لما فعلته أو أنه سيفضحني أمام خلقه وأمام تلك النسوة اللاتي لم يكنَّ على علم بما فعلته، وكيف السبيل لكي يغفر لي ربي ولكي يسترني ولا يفضحني بهذا؟ أرجوكم دلوني على الطريق ولكم الشكر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن العادة السرية من الممارسات السيئة التي يلزم الابتعاد عنها، وقد ذكر حكمها وطرق التخلص منها في الفتوى رقم: 7170. وأما التوبة فجاءت شروطها مفصلة في الفتوى رقم: 5450. ثم عليك بالستر على نفسك، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح -وقد ستره الله- فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه. متفق عليه. وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أصاب منكم من هذه القاذورات شيئاً فليستتر بستر الله، فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله. أخرجه الإمام أحمد والبيهقي. وأخرج البخاري عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يدنو أحدكم من ربه حتى يضع كنفه عليه، فيقول: عملت كذا وكذا؟ فيقول: نعم، ويقول: عملت كذا وكذا؟ فيقول: نعم، فيقرره ثم يقول: إني سترت عليك في الدنيا، فأنا أغفرها لك اليوم. فعليك بالستر على نفسك حتى تنال من هذا الخير، وداوم على الاستعاذة من كيد ووسوسة الشيطان وبادر بالزواج إن استطعت وإلا فعليك بالصوم. والله أعلم.