عنوان الفتوى : أحكام من يكثر منه خروج الريح
أعاني من إمساك منذ سنين طويلة، يختفي أحيانا، ثم يعود، فدائما تأتيني الريح بعد الوضوء، أو أثناء الصلاة, أحيانا بسبب الإمساك، وأحيانا بدون إمساك؛ فأقوم بتجديد الوضوء، فسألت شيخا، فقال لي: إذا توضأت، واقتربت الصلاة، وحدثت لك ريح، فلا تجدد الوضوء. فعملت بهذه الفتوى فترة طويلة، وبعدها جاءني شعور أنني مقصر، فأصبحت أحيانا إذا جاءني ريح أقطع الصلاة، وأجدد الوضوء، وأحيانا أواصل في الصلاة. فعليه أرجو إفادتي في هذا الأمر؛ فقد أصبحت في حيرة من أمري. وأيضا ما حكم الصلوات التي صليتها اعتمادا على تلك الفتوى، واجتهادي الشخصي؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فقد قدمنا في عدة فتاوى أن من يكثر منه خروج الريح، له حالتان:
أولهما: أن يجد وقتا كافيا يمكنه فيه الوضوء، والصلاة من غير أن يخرج منه الريح. فالواجب في هذه الحال أن يتوضأ، ويصلي في ذلك الوقت.
وثانيهما: أن لا يجد وقتا كافيا، ويتعذر عليه أن يصلي بعد الوضوء من غير أن ينفلت منه الريح، فهو صاحب سلس حينئذ، يتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها، ثم يصلي، ولا يضره ما خرج منه، ومثله أيضا إذا كان خروج الريح مضطربا ينقطع تارة، ولا يخرج أخرى، ويتقدم تارة، ويتأخر أخرى، فحكمه حكم صاحب السلس، وانظر الفتوى رقم: 136434 .
فإذا كنت من أصحاب الحالة الأولى، وصليت مع انتقاض الوضوء بالريح، فصلاتك غير صحيحة، وتلزمك إعادتها.
وإن كنت من أصحاب الحالة الثانية، فصلاتك صحيحة، ولا يلزمك إعادتها إذا كنت توضأت بعد دخول وقت الصلاة.
والله أعلم.