عنوان الفتوى : نصحية لكل من أراد التعدد في الزواج
أبحث عن زوجة ثانية، ووجدت إنسانة أرغب في الزواج منها، ولكنها ترفض فقط، لكيلا تؤذي مشاعر زوجتي الأولى. فبماذا تنصحوني، وتنصحوها؟ علماً بأني سوف أتزوج زوجة ثانية في جميع الأحوال، حيث إني أرغب في إنجاب طفل آخر، وأعيش حياة أخرى، بالإضافة لحياتي مع زوجتي الأولى. وسأبذل قصار جهدي لإقناع زوجتي الأولى بعدم الطلاق، وإن أصرت، سأظل أصرف عليها ما دمت قادرا، أو على الأقل سأعطيها كل حقوقها الشرعية، وستظل تربي أولادي، كما أن من ضمن أسباب إصراري على الزواج من أخرى، هو كوني أرغب في عصمة نفسي من الغلط، وللأسف أغلب المجتمع لا يرى هذا سبباً وجيهاً، حيث إني تزوجت زوجتي الأولى في ظروف خاصة. لقد وفرت مسكنا جديدا للزواج الجديد، وكل طلبي، وأملي أن أنشئ أسرة مسلمة جديدة، ويحفظ ابني أو أبنائي القادمون القرآن مثل ولدي الأكبر، الذي بقيت له 6 أجزاء ليختم حفظ القرآن. ولكن حسابي يوم القيامة سيكون بيد الله عز وجل، وليس المجتمع. أشكر لكم سعة صدركم، وقراءة سؤالي. وجزاكم الله خيراً على تقديم العلم النافع، والنصيحة السديدة حسب شرع الله.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنصيحتنا للمرأة التي تقدمت لخطبتها، إن كانت ترضاك زوجاً، ألا تردك لمجرد خوفها من إيذاء زوجتك الأولى، وانظر الفتوى رقم: 5250
ونصيحتنا لك إذا تزوجت بأخرى، أن تحسن اختيار الزوجة، وتعدل بين زوجتيك، وتحسن عشرتهما، وننصحك قبل الزواج أن تتدبر أمرك، ولا تتعجل في أمر قد تندم عليه.
قال ابن الجوزي -رحمه الله- في كتاب صيد الخاطر: أكثر شهوات الحس النساء, وقد يرى الإنسان امرأة في ثيابها، فيتخايل له أنها أحسن من زوجته، أو يتصور بفكره المستحسنات، وفكره لا ينظر إلا إلى الحسن من المرأة، فيسعى في التزوج والتسري، فإذا حصل له مراده، لم يزل ينظر في العيوب الحاصلة، التي ما كان يتفكر فيها، فيملّ، ويطلب شيئًا آخر، ولا يدري أن حصول أغراضه في الظاهر، ربما اشتمل على محن، منها أن تكون الثانية لا دين لها، أو لا عقل، أو لا محبة لها، أو لا تدبير، فيفوت أكثر مما حصل! ....."
والله أعلم.