عنوان الفتوى : تريد معرفة العلم والعمل

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

إننا بصفتنا مسلمين علينا العمل بكتاب الله وسنَّة نبيِّنا محمَّدٍ عليه الصلاة والسلام ، وأنا إن شاء الله حريصة لذلك لمرضاة الله ، وقد ظهرت فتن واختلطت الإفتاءات .   المهم ، أسأل كيف أعلم وسيلة العمل بكتاب الله وسنَّة نبيِّه عليه الصلاة السلام . أريد العمل بما أنزل الله وما أمر وأسأل كيف ذلك إن شاء الله ؟ . وكيف أجد الأحكام والأوامر ؟ وأنا الحمد لله أقرأ القرآن وكتب السيرة والأحاديث فهل من شيء يفهمني أحكام الله وسننه ونواهيه وما إلى ذلك من الكتاب والسنَّة ؟.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

الحمد لله.

إن أوامر الله تعالى ونواهيه موجودان في كتاب الله تعالى وسنَّة نبيِّه صلى الله عليه وسلم ، وقد بيَّن ذلك العلماء في كتبهم سواء الحديثية أو الفقهية .

وقد جمع بعض العلماء كتباً خاصَّة في " آيات الأحكام " ، وآخرون جمعوا كتباً في " أحاديث الأحكام " ، ثم تتابعت الشروحات لهذه الكتب وهذه المتون فكان منها " أحكام القرآن " للجصاص ، و " نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار " و " سبل السلام شرح بلوغ المرام " ، و " إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام " .

فيستطيع المسلم الوصول لأحكام الله تعالى وأوامره ونواهيه عن طريقين :

الأول : الكتب الموثوق بها .

ويمكنكم مراجعة الأسئلة التالية ففيها زيادة بيان في أسماء الكتب الموثوقة : ( 14082 ) ، ( 20191 ) .

والثاني : العلماء الموثوق بهم .

قال الشيخ ابن عثيمين :

ولنيل العلم طريقان :

أحدهما : أن يتلقى ذلك من الكتب الموثوق بها ، والتي ألَّفها علماء معروفون بعلمهم ، وأمانتهم ، وسلامة عقيدتهم من البدع والخرافات ...

الثاني : أن تتلقى ذلك من معلم موثوق في علمه ودينه ، وهذا الطريق أسرع وأتقن للعلم ؛ لأن الطريق الأول قد يضل فيه الطالب وهو لا يدري ، إما لسوء فهمه ، أو قصور علمه ، أو لغير ذلك من الأسباب ... وإذا جمع الطالب بين الطريقين : كان ذلك أكمل وأتم ، وليبدأ الطالب بالأهم فالأهم ، وبمختصرات العلوم قبل مطولاتها ، حتى يكون مترقيّاً من درجة إلى درجة أخرى ، فلا يصعد درجة حتى يتمكن من التي قبلها ، حتى يكون صعوده سليماً .

" كتاب العلم " ( ص 64 ، 65 ) .

وأما العمل بما أنزل الله : فلا يمكن أن يكون قبل العلم بما أنزل الله ، فعلى المسلم أن يحرص على العلم ثم إذا علم فعليه أن يعمل بما علمه .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية :

قال أبوعبد الرحمن السلمي : حدثنا الذين كانوا يُقرئوننا القرآن : عثمان بن عثمان وعبد الله بن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلَّموا من النَّبي صلَّى الله عليه وسلم عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يعلموا ما فيها من العلم والعمل ، قالوا : فتعلَّمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً .

وقال الحسن البصري : ما أنزل الله آية إلا وهو يحب أن يعلم في ماذا نزلت وماذا عنى بها .

وقد قال تعالى : أفلا يتدبرون القرآن ، وتدبر الكلام إنما يُنتفع به إذا فُهم ، وقال : إنَّا جعلناه قرآناً عربيّاً لعلكم تعقلون ، فالرسل تبيِّن للناس ما أنزل إليهم من ربهم ، وعليهم أن يبلغوا الناس البلاغ المبين ، والمطلوب من الناس أن يعقلوا ما بلغه الرسل ، والعقل يتضمن العلم والعمل ، فمن عرف الخير والشر فلم يتبع الخير ويحذر الشر : لم يكن عاقلاً ، ولهذا لا يعدُّ عاقلاً إلا من فعل ما ينفعه واجتنب ما يضره ، فالمجنون الذي لا يفرق بين هذا وهذا قد يلقي نفسه في المهالك ، وقد يفر مما ينفعه .

" مجموع الفتاوى " ( 15 / 108 ) .

والعمل بما أنزل الله يكون بالوقوف على الأوامر وتنفيذها ، وعلى النواهي والابتعاد عنها ، وعلى القصص والأخبار وتصديقها والاعتبار بما فيها من عظات وعبَر .

والله أعلم .