عنوان الفتوى : بقاء معجزة القرآن الكريم.
السلام عليكم لقد سمعنا من شخص يقول أن القرآن الكريم ليس بمعجزة للرسول صلى الله عليه وسلم ولا يجوز أن نقول أنه معجزة خالدة وأن هذا كفر فماذا تقولون ، ونرجو ذكر بعض أسماء العلماء الذين يقولون بأن القرآن معجزة وذكر اسم الكتاب إن أمكن، جزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعليك السلام ورحمة الله تعالى وبركاته:
والمعجزة أمر خارق للعادة يجريها الله تعالى على أيدي أنبيائه تصديقاً لهم وإقامة للحجة على العباد، والقرآن أعظم تلك المعجزات وأبقاها على مر العصور وتعاقب الدهور إلى أن يرفعه الله تعالى إليه قبل قيام الساعة.
والإعجاز والتحدي في القرآن لا ينكرهما إلا مكابر. فهو معجز في فصاحته، وبلاغته، ونظمه، وأسلوبه، وما تضمنه من الإخبار عن الماضي الغابر، والمستقبل البعيد، إضافة إلى ما فيه من الأحكام المحكمة، والآداب الرفيعة، والهدى والنور، والبركة..
وقد تحدى الله الذين أنزل في عصرهم، وهم فصحاء الناس وبلغاؤهم أن يأتوا بكتاب مثله، فإن عجزوا فليأتوا بعشر سور مثله، فإن عجزوا فليأتوا بسورة مثله، فعجزوا عن ذلك كله وأفحموا، فظهر صدق النبي صلى الله عليه وسلم وقامت عليهم الحجة وعلى من بعدهم إلى يوم القيامة، لأن التحدي للجميع والعجز حاصل للجميع إلى يوم القيامة. فظهر بهذا أن القرآن معجزة النبي صلى الله عليه وسلم العظمى التي امتاز بها عن سائر الأنبياء، كما ذكر ذلك غير واحد من أهل العلم من أهل التفسير وشراح الحديث والسير.
وممن صرح بذلك الإمامان النووي وابن حجر في شرحيهما للحديث الذي أخرجه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحياً أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة"
قال الحافظ ابن حجر في شرح قوله: "وإنما كان الذي أوتيت" أي: إن معجزتي التي تحديت بها [هي]الوحي الذي أنزل عليَّ وهو القرآن، إلى آخر كلامه وذكر النووي مثله.
والله أعلم.