عنوان الفتوى : التائب حبيب الرحمن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أريد التوبة النصوح وكيف السبيل إليها فقد أخطأت بعبادتي لله سبحانه واقترفت ذنوباً مع شاب قد أحببته وقد وصل الموضوع إلى أن سأل يدي للزواج ولكن لم يشأ الله ذلك والحمد لله على ما قسم ولكني أحس بالذنب الشديد مع العلم بأن معصيتي لم تصل إلى حد الزنا والعياذ بالله ولكن أشياء مقاربة له فكيف لي أن أتوب مع؟ العلم أنني أصلي فروضي وأصوم شهري وأختم القرآن والحمد لله مرضية لوالديّ فهل لي من توبة. أفيدوني أفادكم الله بدنياكم وآخرتكم إنشاء الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإنه لا يحول بينك وبين التوبة شيء مهما بلغت ذنوبك، قال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53]. وقال تعالى: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ [الأعراف:156]. وفي الحديث الصحيح يقول الله عز وجل: ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك، ابن آدم إن تلقني بقراب الأرض خطايا لقيتك بقرابها مغفرة. رواه أحمد وغيره. فأبشري بالمغفرة والقبول، واعلمي أن التائب حبيب الله، قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ [البقرة:222]. المهم أن تكون توبتك نصوحاً، وهي المتضمنه ثلاثة شروط: الندم على ما فات، والعزم على عدم العودة مع الإقلاع الفوري عن المعصية، وهذا ما حصل في ما ظهر لنا من كلامك فالحمد لله، ونسأل الله لك الثبات. والله أعلم.