عنوان الفتوى : البعد عن الله .. خوف وهمٌّ وقلق
السلام عليكم أما بعد: أنا شاب من فلسطين وأعاني من مشكلة لو ساعدتموني في حلها أنا أعمل عند اليهود وأرى العديد من المحرمات وأخاف أن أقع فيها علماً بأني قد ضعف إيماني وأصبحت أتكاسل عن الصلاة وعن الواجبات وأرى أن الناس يكرهونني وأصبحت أخاف من الحياة ومن الناس ومن أهلي وأصبحت دائما مهموماً الرجاء ساعدوني.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فنسأل الله تعالى أن يكفيك بحلاله عن حرامه وبطاعته عن معصيته وأن يذهب ما بك من الهم. وإذا استطعت أن تستغني عن العمل مع اليهود بأي وسيلة وأن تبتعد عنهم فذلك خير لك، بل واجب في حقك ما دمت تعلم أنه يضعف إيمانك ويسبب لك التقصير في الواجبات والتكاسل عن الصلوات. وأهم ما يجب عليه أن تحافظ عليه وتهتم به وتعض عليه بالنواجذ هو أداء الصلوات في أوقاتها والمحافظة على ما فرض الله تعالى عليك، وتبتعد عما حرم عليك، فهذا هو رصيدك في هذه الحياة وما سواه زائل. ولعل ما أصابك من الهم وكره الناس لك والخوف من الحياة ومن الناس هو بسبب البعد عن الله تعالى، فكن على صلة بالله تعالى حتى يذهب عنك ما تجد، وتعرّف على الله في الرخاء يعرفك الله في الشدة، والجأ إلى الله تعالى بصدق وإخلاص في دعائك، وأكثر من قول: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"، وفرِّغ جزءاً من وقتك -ولو قليلاً- لتلاوة القرآن والتدبر في معانيه، فإن الله تعالى يقول: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً [الإسراء:82]. وقد بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم علاج الهم والغم بقوله: ما أصاب أحدا هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك ماضٍ فيّ حكمك عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني، وذهاب همي. إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحاً، فقيل: يا رسول الله؛ ألا نتعلمها؟ فقال: بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها. رواه أحمد. فإذا استعنت بالله تعالى، واتبعت هذه النصائح والتوجيهات وما أشبهها، فإن الله تعالى سيفرج همك ويشرح صدرك، ولتبتعد أخي الكريم عن حومة المعاصي والذنوب، فإن كثرة الإمساس تفقد الإحساس كما قالوا. والله أعلم.