عنوان الفتوى : آثار بركة كثرة التنفل بالصلاة في الزمان
كان كثير من السلف يصلون في اليوم مئات الركعات (بفرض وتقدير أن الركعة تستغرق دقيقة حتى يستطيعوا أداء مئات الركعات مثل زين العابدين ألف ركعة) فكيف يتأتى لهم الخشوع بهذه السرعة؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يلزم من ذلك السرعة، ولا عدم الخشوع ـ بل الظن بهم الاجتهاد في الخشوع ـ ولكن بركة العبادة والصلاة والقرآن تأتي ببركة في الزمان؛ جاء في ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب: وقال إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي موصيا الضياء المقدسي لما أراد الرحلة للعلم: "أكثر من قراءة القرآن ولا تتركه؛ فإنه يتيسر لك الذي تطلبه على قدر ما تقرأ" قال الضياء: فرأيت ذلك وجربته كثيراً، فكنت إذا قرأت كثيراً تيسر لي من سماع الحديث وكتابته الكثير، وإذا لم أقرأ لم يتيسر لي. انتهى.
ونقل عن بعض السلف: كلما زاد حزبي من القرآن، زادت البركة في وقتي، ولا زلت أزيد حتى بلغ حزبي عشرة أجزاء.
وقد يكون ذلك نوع كرامة من الله لهم، وانظر الفتويين التالية أرقامهما: 308455، 299959، وتوابعها؛ فقد استوفينا الكلام على ذلك.
والله أعلم.