عنوان الفتوى : حكم حضور مناسبات أهل البدع
فتاة عندها 15 عشر عاما، والدها من أسرة بدعية ولكنه سني، وأمها من أسرة سنية، وأسرة والدهم لا تعرف أنهم سنة، وبالتالي يأخذونهم معهم في المناسبات الدينية البدعية. وفي أوقات الصلوات تتظاهر بالصلاة معهم وتردد الاستغفار مع تقليد الحركات، وعندما توفي زوج عمتها كانت معهم وقت الدفن وكانوا يقومون بأفعال غريبة، تخاف أن تتطبع بطباعهم، ولا يمكن إخبارهم أنهم سنة، فماذا تفعل؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يحفظ هذه الفتاة وأهلها، ويحفظ لهم دينهم، ونسأله سبحانه أن يهدي المبتدعة من أهلها سواء السبيل، ونوصيها بالدعاء لهم عسى الله أن يجعلها سببا لهدايتهم، وفي ذلك خير عظيم، قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.
ولا يجوز حضور المسلم في أماكن البدع والمنكرات إلا لقصد صحيح كالإنكار على فاعليها، قال الله عز وجل: وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {الأنعام:68}، وروى الترمذي عن جابر ـ رضي الله عنه ـ: أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر. وهكذا سائر المنكرات.
وإذا خشيت هذه الأسرة ضررا بإظهار ما هم عليه من الحق أو إنكار باطل هؤلاء القوم فلتجتهد في البحث عن سبيل لمفارقة هذا البلد، فالهجرة من أماكن المعاصي والبدع مطلوبة شرعا، وانظري الفتويين التالية أرقامهما: 25370، 48193.
والله أعلم.