عنوان الفتوى : حكم توبة من استهزأ بالله ورسوله
شاب ولد في أسرة مسلمة، وكان ملتزمًا إلى حدٍ ما في بداية حياته، لكن في دراسته الجامعية أصبح اشتراكيًّا علمانيًّا، فصار ملازمًا لهم حتى اختلط عليه الأمر. لكن حصل منه في بعض مجالس السوء التي كان يحضرها أن قال كلامًا فيه استهزاء برب العالمين ورسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم-، وكان يحاول أن يقلع عن هذا لكنه فشل، إلى أن ابتعد عن أولئك القوم كليًّا، وقد أعاد الشهادتين والاغتسال ويبدو من حاله الاستقامة. لكن هل تقبل توبته؟ فقد ورد عن شيخ الاسلام ابن تيمية أن ساب الرسول -صلى الله عليه وسلم- يُقتل وإن تاب. لقد مضى على هذا بعض الزمن، وهو بالإضافة إلى ندمه لا يدري ماذا عليه؟ وهل يقدم نفسه؟ وهل يجب قتله؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم يختلف أهل العلم في صحة توبة السابّ لله تعالى أو لدينه أو لرسوله -صلى الله عليه وسلم-، ونفع ذلك فيه عند الله تعالى في الآخرة. وإنما اختلفوا في توبته هل تنفعه في الدنيا فترفع عنه حد القتل أم لا؟ وجمهور العلماء على أنها تنفعه في الدنيا والآخرة، وراجع في ذلك الفتويين: 118361، 117954.
والذي ننصح به هذا الشاب هو: أن يستر على نفسه، ويُقبل على ربه -تبارك وتعالى-، ويجتهد في إكمال توبته والإخلاص والنصح فيها، ويكثر من الأعمال الصالحة، ويتبع سيئاته بالحسنات الماحية؛ فإن من تاب تاب الله عليه، وإنما الأعمال بالخواتيم.
والله أعلم.