عنوان الفتوى : حكم قراءة كتاب عن القرآن للميرزا غلام أحمد القادياني
كنت أقرأ عن الكون وآيات القرآن في شأنه وخلقه ، وبالطبع أدى الأمر إلى تطرقي الى الناحية العلمية من الموضوع ، أسأل الله دائما الثبات ورسوخ العقيدة ، وعدم نسيان أنه عز جلاله قد تعالى عن كل شيء ، وأن الكون أبسط من أن نحيط به علما ، وكنت قد قرأت سابقا أول جزء من كتاب ابن كثير " البداية و النهاية" فأخذت منه ما استطعت أن أدركه ، وحاولت أن لا أركز كثيرا في التشابهات ، ولسبب ما إذا بي أقوم بنفس البحث مرة أخرى لأسباب مختلفة ، وإذا بي أعثر على كتاب revelation, rationality, knowledge & truth لميرزا طاهر أحمد الاحمدي لأقرأ فصله "القرآن وعلم الكونيات" فإذا بحجته بالغة ، ومستمدة من القرآن ، ولا تعارض عقيدتي في هذا الشأن في شيء ، فهل قراءة الجزء المعني ، و تجاهل توجهات الرجل الدينية يقع ضمن المقصود بحديث : (لا ضرر ولا ضرار) ؟ وهل يوجد باقتناعي بكلامه في هذا الشأن من تكفير أو ذنب؟
الحمد لله
أولا:
سبق في جواب السؤال ( 4060 ) بيان كفر هذه الطائفة المسماة " الأحمدية " أو " القاديانية " أتباع الميرزا غلام أحمد ، وفي الجواب تجد ذِكر عقائدهم الكفرية وأقوال العلماء فيهم .
وينظر: نماذج من تحريفهم لتفسير القرآن، في جواب السؤال رقم : (144765) .
ثانيا:
إذا كان الرجل ضالا كافرا منحرفا، فإنه لا يؤمن أن يبث ضلالاته، والشبهات التي لن ينتبه إلى بطلانها إلا أهل العلم، ولهذا كان السلف يحذرون من التلقي عن أهل البدع، أو الإصغاء إليهم، وكلامهم في هذا مشهور.
قال أبو قلابة رحمه الله: " لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم، فإني لا آمن أن يغمسوكم في الضلالة ، أو يلبسوا عليكم في الدين بعض ما لبس عليهم ".
وقال أبو إسحاق الهمداني: " من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام ".
وقال محمد بن النضر الحارثي: " من أصغى سمعه إلى صاحب بدعة، وهو يعلم أنه صاحب بدعة، نزعت منه العصمة، ووكل إلى نفسه ".
وقال عبد الرزاق الصنعاني الإمام: قال: قال لي إبراهيم بن أبي يحيى: " إني أرى المعتزلة عندكم كثيرا. قلت: نعم، وهم يزعمون أنك منهم. قال: أفلا تدخل معي هذا الحانوت حتى أكلمك؟ قلت: لا. قال: لم؟ قلت: لأن القلب ضعيف، وإن الدين ليس لمن غلب.
وانظر هذه الآثار في "الشريعة للآجري"، و"أصول اعتقاد أهل السنة" لللالكائي.
وقال الذهبي رحمه الله وساق قول سفيان: "من أصغى بسمعه إلى صاحب بدعة وهو يعلم ، خرج من عصمة الله ، ووكل إلى نفسه.
وعنه: من يسمع ببدعة ، فلا يحكها لجلسائه ؛ لا يلقيها في قلوبه".
ثم قال الذهبي: " قلت: أكثر أئمة السلف على هذا التحذير، يرون أن القلوب ضعيفة، والشبه خطافة " انتهى من "سير أعلام النبلاء (7/ 261).
وحرم الفقهاء النظر في كتب أهل البدع إلا للمتضلع من الكتاب والسنة للرد على ما فيها.
قال في "مطالب أولي النهى" (1/607) : "( ولا يجوز نظر في كتب أهل الكتاب ؛ نصا ) ; لأنه صلى الله عليه وسلم غضب حين رأى مع عمر صحيفة من التوراة . وقال : أفي شك أنت يا ابن الخطاب " الحديث . ( ولا ) النظر في ( كتب أهل بدع , و ) لا النظر في ( كتب مشتملة على حق وباطل , ولا روايتها ) . لما في ذلك من ضرر إفساد العقائد .
( ويتجه : جواز نظر ) في كتب أهل البدع : لمن كان متضلعا من الكتاب والسنة ، مع شدة تثبت ، وصلابة دين ، وجودة فطنة ، وقوة ذكاء ، واقتدار على استخراج الأدلة ، ( لرد عليهم ) وكشف أسرارهم ، وهتك أستارهم ، لئلا يغتر أهل الجهالة بتمويهاتهم الفاسدة ; فتختل عقائدهم الجامدة . وقد فعله أئمة من خيار المسلمين ، وألزموا أهلها بما لم يفصحوا عنه جوابا . وكذلك نظروا في التوراة ، واستخرجوا منها ذكر نبينا من مَحِلات ؛ وهو متجه " انتهى.
فاجتنب النظر في كتب هذا الرجل وغيره من الضالين المنحرفين، وفي كتب أهل السنة الخير والكفاية والحمد لله.
وأما ما اقتنعت به من كلامه ، فلا يمكننا الحكم عليه، فقد يكون صوابا، وقد يكون ضلالا لم تنتبه لوجه لضلاله.
والله أعلم.